احتدمت المعركة على نتائج الانتخابات الرئاسية التركية، مساء أمس الأحد، بعد يوم طويل من الاقتراع غير المسبوق. ومع بدء فرز الأصوات، أعلن أنصار كل من الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان ومنافسه المعارض كمال كليتشدار أوغلو انتصارهما، وسط توقعات بالتوجه إلى جولة إعادة في 28 مايو/ أيار الجاري، في حال عدم تخطي أي مرشح من المرشحين حاجز 50 في المئة اللازم لإعلان الفوز الكامل.
وشهدت مراكز الاقتراع التركية، أمس، تدفقاً غير مسبوق للناخبين الذين اصطفوا في طوابير طويلة، في انتخابات حاسمة، لرسم وجه تركيا في السنوات الخمس القادمة. وبلغت نسبة المشاركة في عموم الجمهورية 93.6%، وهي نسبة غير مسبوقة، فيما أظهرت النتائج الأولية تقدم أردوغان على منافسه كمال كليتشدار أوغلو، الذي قال إن تحالفه لا يزال في الصدارة.
وضمن «حرب أرقام» قاسية بدأت بعد إغلاق صناديق الاقتراع، تقدم أردوغان ب50.43% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، بعد فرز أكثر من 80% من الأصوات بعد الساعة العاشرة مساء بتوقيت أنقرة.
وقبل الإعلان عن النتائج الرسمية، خاض المرشحان الرئيسيان حرب أرقام، كل منهما لمصلحته، وسط توقعات بأن هذه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ستقرر ليس فقط من سيقود تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي التي يصل عدد سكانها إلى 85 مليون نسمة، وإنما ستحدد أيضاً أسلوب حكمها والاتجاه الذي سيمضي فيه الاقتصاد، وسط أزمة غلاء محتدمة فضلاً عن شكل سياستها الخارجية.
ومباشرة بعد إغلاق صناديق الاقتراع، دعا أردوغان، مواطني بلاده إلى الدفاع عن إرادتهم، والانتظار إلى حين صدور النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وقال أردوغان، عبر حسابه على تويتر، إن عملية الاقتراع في عموم تركيا، انتهت «بشكل يليق بديمقراطيتنا».
وأردف: «الآن وكما هو معتاد، وقت صون صناديق الاقتراع».
ووفق وكالة «الأناضول» الرسمية، فقد دعا الرئيس التركي مواطني بلاده إلى «حماية إرادة الشعب إلى حين صدور النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية».
وفي وقت لاحق، أفادت الوكالة بأن أردوغان تصدّر النتائج الأولية الرئاسية بعد فرز أكثر من 60.36 % في المئة من بطاقات الاقتراع. وأن النتائج الأولية جاءت لمصلحة أردوغان: 51.71%، ومنافسه كمال كليشدار أوغلو: 42.45% ومحرم إنجه (منسحب): 0.52% وسنان أوغان: 5.32%، إلا أن كيليتشدار أوغلو أعلن أنه يتصدر النتائج متقدماً على أردوغان. وكتب على تويتر «نحن في الصدارة»، رافضاً الأرقام التي نشرتها وكالة أنباء «الأناضول».
وكان فايق أوزتورك، وهو ناطق باسم حزب الشعب الجمهوري بزعامة كيليتشدار أوغلو قال في وقت سابق، إن الإحصاء الداخلي للمعارضة أظهر نتيجة «إيجابية».
بدوره، طلب رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو الذي قد يعيّن نائباً للرئيس إذا فاز كيليتشدار أوغلو، من المواطنين عدم تصديق الأرقام التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية، وقال: «نحن لا نصدق وكالة الأناضول بتاتاً».
وأغلقت مراكز الاقتراع في الانتخابات، التي جرت أيضاً لاختيار برلمان جديد، أبوابها في الخامسة مساء بالتوقيت المحلي ويحظر القانون التركي نشر أي نتائج قبل التاسعة مساء يوم الانتخابات، ولا يتضح ما إذا كانت هناك جولة إعادة إلا في وقت متأخر من يوم الانتخاب.
وفي مؤشر على أن أردوغان لا يزال يتمتع بقدر من الشعبية، قال محمد عاكف كهرمان الذي أدلى بصوته في إسطنبول أيضاً، إن الرئيس ما زال يمثل المستقبل حتى بعد عشرين عاماً في السلطة. وأضاف: «ستكون تركيا دولة رائدة عالمياً».
وصافح أروغان مسؤولي الانتخابات لدى إدلائه بصوته في إسطنبول، وتحدث مع مراسل لمحطة تلفزيونية في مركز الاقتراع.
وقال: «نسأل الله مستقبلاً أفضل لبلادنا وأمتنا والديمقراطية التركية». وأدلى كليتشدار أوغلو (74 عاماً) بصوته في أنقرة وعلت وجهه ابتسامة وسط تصفيق الحشود المنتظرة لدى خروجه من مركز الاقتراع.
وقال لوسائل الإعلام «أعبر عن حبي العميق واحترامي لكل المواطنين الذين يذهبون إلى صندوق الاقتراع ويدلون بأصواتهم. جميعنا نفتقد الديمقراطية كثيراً». وتعهد كليتشدار أوغلو في حالة فوزه بالعودة إلى السياسات الاقتصادية التقليدية، والابتعاد عن سياسات أردوغان.
كما قال كليتشدار أوغلو إنه سيسعى إلى إعادة البلاد إلى نظام الحكم البرلماني، وإلغاء النظام الرئاسي التنفيذي الذي اقتنص أردوغان الموافقة عليه عبر استفتاء عام 2017. كما وعد باستعادة استقلال القضاء الذي يقول المنتقدون، إن أردوغان استغله لقمع معارضيه.
(وكالات )