بيروت: «الخليج»
تضاربت التوقعات الرئاسية في لبنان، أمس الأحد، بين الجزم بإمكانية انتخاب رئيس جديد للبلاد قبل منتصف يونيو/ حزيران المقبل، مع ترجيح وصول رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة، وبين ردة فعل قوية من جانب القوى المعارضة تقوض فرصة فرنجية وتدفع باتجاه انتخاب مرشح جديد لها بدلاً من ميشال معوض والعودة لمقارعة فرنجية، في وقت دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي المسؤولين إلى الكف عن سماع أصوات مصالحهم الخاصّة والفئويّة.
وفي الحالتين، بدا واضحاً أن المعركة السياسية الداخلية تحوّلت إلى مواجهة دعائية، يغلب فيها الطابع الدعائي الضاغط على المعطيات الجدية الموثوقة، وبذلك تفقد معظم المواقف والمعطيات صدقيّتها ويبقى الرأي العام عرضة للكثير من التضليل والتلاعب بالوقائع الصحيحة. ولكن العامل الثابت من بين كل ما يساق ويطرح في سوق الإثارة، هو أن ثمة شبه إجماع لدى القوى السياسية على وجود ضغط كبير، إما بفعل مواقف خارجية متعاظمة، أو بفعل زحمة استحقاقات داخلية منتظرة تفرض اعتبار يونيو/ حزيران المقبل مهلة وإنذاراً حاسمَين يتعين بذل كل الجهود الاستثنائية لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد وإنهاء حالة الشغور الرئاسي خلالها، وإلا سيؤدي عدم انتخاب الرئيس إلى فرض عقوبات دولية.
من جهة أخرى، دعا البطريرك الراعي، في عظته، أمس الأحد، «نوّاب الأمّة والمسؤولون السياسيّون إلى الكف عن سماع أصوات مصالحهم الخاصّة والفئويّة، وأصوات الأحقاد والكيديّات، على حساب هدم مؤسّسات الدولة بدءاً من عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة من شأنه أن يوحي بالثقة في الداخل والخارج، وصولاً إلى إفقاد المجلس النيابيّ صلاحية التشريع، وحرمان الحكومة من كامل صلاحيّاتها، وتعطيل التعيينات المستحقّة وتفشّي الفساد في الإدارات العامّة».
إلى ذلك، لا يزال التشاور مستمراً بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واللجنة الوزارية لمعالجة ملف النازحين السوريين. ولفت النائب السابق علي درويش، في هذا السياق، إلى أن مجلس الوزراء الذي سينعقد في الثاني والعشرين من الجاري سيبحث ورقة العمل التي صدرت بناءً على الاجتماع الوزاري وما تضمنته من مقرّرات حول كيفية تعاطي الأمن العام مع النازح السوري وقد استكملت من خلال الزيارة التي قام بها مدير الأمن العام بالوكالة إلياس البيسري لبحث هذا الملف. ورأى درويش أنَّ «ملف النازحين السوريين بشكل عام قد يطرح في اجتماع القمة العربية الذي سيعقد في السعودية لأن هناك نازحين سوريين في الأردن والعراق، وهذا قد يسرّع وضع آلية لمعالجة هذا الأمر».