شن الجيش السوداني غارات جوية، أمس الاثنين، بمحاذاة نهر النيل، شمالي العاصمة الخرطوم، حيث يواصل محاولاته لصد قوات الدعم السريع، الطرف الآخر في الصراع الدائر منذ شهر، فيما تعرض مبنى السفارة الأردنية في الخرطوم «للاقتحام والتخريب»، لكن البعثة الدبلوماسية الأردنية كانت بمناطق آمنة في بورتسودان أسوة بالبعثات الدبلوماسية الأخرى.
وتستعر المعارك الكثيفة في الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان على الرغم من المحادثات التي توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة في جدة بين طرفي الصراع بهدف تأمين وصول المساعدات الإنسانية والتوصل إلى وقف فعلي لإطلاق النار. وامتد القتال إلى إقليم دارفور في غرب البلاد، الذي يعانى بالفعل صراعاً طويل الأمد، لكنه يحتدم بشكل أساسي في العاصمة، حيث تتمركز قوات الدعم السريع وسط الأحياء السكنية ويستخدم الجيش الضربات الجوية ونيران المدفعية الثقيلة لاستهدافها.
وقالت عواطف صالح (55 عاماً) «نحن في شرق النيل الآن تحت قصف عنيف والدعم يرد بالمضادات الأرضية، كل هذا بالقرب من منازلنا، نحن في حالة رعب وخوف». ونفى قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، شائعات بأنه قُتل أو جُرح في المعارك.
وأعلن الجيش السوداني، أمس الاثنين، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنه قطع إمدادات لوجستية كانت مرسلة إلى قوات الدعم السريع. وكتب الجيش السوداني: «تم التعامل مع إمداد لوجستي كبير من الأسلحة والذخائر والوقود للميليشيات المتمردة في عملية نوعية استهدفت بعض المناطق بمحلية شرق النيل وارتكازات حول مستشفى شرق النيل التي قامت الميليشيات باحتلاله منذ بداية تمردها على الدولة».
ويعيش سكان الخرطوم الخمسة ملايين مختبئين في منازلهم في انتظار وقف لإطلاق نار لم يتحقق حتى الآن، فيما يسعى فريق مصغر من الأمم المتحدة للتفاوض على مرور المساعدات الإنسانية، ويعقد بعض الوزراء وكبار المسؤولين مؤتمرات صحفية يومية يحرصون فيها على توجيه رسائل طمأنة.
وفي سياق متصل، اتسعت رقعة المعارك إلى المناطق الغربية، حيث شهد إقليم دارفور المضطرب عمليات قتالية، وقد أكدت عدة أطراف مدنية سودانية أن الوضع الأمني هشّ للغاية، وذلك بعد تقارير سابقة أفادت بمقتل 100 شخص في تجدد للعنف.
وأدى القتال في السودان منذ شهر، إلى مقتل أكثر من 750 شخصاً وجرح 5000 آخرين. ولم تنج من عمليات النهب في الخرطوم لا المستشفيات ولا المنظمات الإنسانية ولا المنازل التي تركها 500 ألف من سكانها في الخرطوم بسبب القتال وفروا إلى مدن أخرى أو إلى الدول المجاورة.
منذ 15 نيسان/إبريل يتبادل المعسكران الاتهامات بقتل مدنيين، إذ يؤكد الجيش أن قوات الدعم السريع المنتشرة قواعدها في أحياء مكتظة في الخرطوم، تستخدم السكان «دروعاً بشرية».
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية في بيان أمس الاثنين أن «مبنى السفارة الأردنية في الخرطوم تعرض (أمس الاثنين) للاقتحام والتخريب».
وأعربت الوزارة عن «إدانتها واستنكارها للاعتداء الذي تعرض له مبنى السفارة الأردنية في الخرطوم، ولكافة أشكال العنف والتخريب، وخاصة تلك التي تستهدف المباني الدبلوماسية وتنتهك حرمتها».
وأكدت «ضرورة احترام قواعد القانون الدولي والالتزام بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة وخاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية». ولم تعط الوزارة المزيد من التفاصيل حول حجم الأضرار أو الجهة التي قامت بعملية التخريب والاقتحام.
من جهته، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأردنية لقناة المملكة الرسمية إن البعثة الدبلوماسية الأردنية في السودان بخير وهي موجودة في مناطق آمنة في بورتسودان أسوة بالبعثات الدبلوماسية الأخرى، وتعمل لتسهيل أي إجراءات للأردنيين الذين لم يغادروا حتى الآن».
وكانت وزارة الخارجية السودانية اتهمت في وقت سابق قوات الدعم السريع بمهاجمة مقار بعثات وهيئات دبلوماسية سبق أن تم إجلاء دبلوماسيها منها من مثل سفارتي الهند وكوريا والمكتب الثقافي السعودي ومقر إقامة الدبلوماسيين السويسريين وقسم القنصلية التركية.(وكالات)