عادي
16 مايو 2023
02:14 صباحا
أنقرة – رويترز
يتطلّع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المرشح الثالث «صانع الملوك» في الانتخابات، ضمن محاولاته لتحقيق النصر في جولة الإعادة، بعدما حطمت الجولة الأولى من الانتخابات آمال منافسه كمال كليتشدار أوغلو في تحقيق فوز سريع.
وحصل أردوغان بأدائه القوي الأحد على 49.4%من الأصوات، متقدماً بفارق مريح على كليتشدار أوغلو، الذي حصل على 45% من الأصوات. ولم يصل أردوغان إلى نسبة 50% اللازمة لتحقيق الفوز الصريح، ما خالف استطلاعات الرأي التي أشارت إلى أن فترة حكمه المستمرة منذ 20 عاماً على وشك الانتهاء.
ومع استمرار الحملة الانتخابية لأسبوعين آخرين رسمت مقابلات مع ما يقرب من 12 مسؤولاً من كلا الجانبين صوراً مختلفة تماماً. ويثق جانب أردوغان بإمكانية إبرام صفقة مع سنان أوغان المرشح القومي -الذي حل ثالثاً في الانتخابات بحصوله على 5.2% من الأصوات- من أجل أن يحقق فوزاً مريحاً في الإعادة في 28 مايو/أيار الجاري.
وأصيب جانب كليتشدار أوغلو بصدمة من النتائج، ويسارع إلى إعادة التفكير في استراتيجيته. ويتعهد كليتشدار أوغلو بدحر حكم أردوغان الذي يزداد استبداداً، واستعادة الضوابط الديمقراطية في البلاد. وقال مسؤولون إن تحالفه المكون من ستة أحزاب لم يجذب الناخبين الذين ينتمون إلى التيار القومي، كما كان متوقعاً، لأسباب من بينها دعم حزب مؤيد للأكراد لترشيح كليتشدار أوغلو.
وذكر مسؤول كبير من تحالف المعارضة أن كليتشدار أوغلو «يحتاج إلى إعادة هيكلة استراتيجيته بالكامل».
وقال مسؤول رفيع المستوى من حزب العدالة والتنمية الحاكم: «فرصنا في الجولة الثانية كبيرة جداً جداً. أوغان بيده مقاليد الأمور الآن».
وصرح أوغان الاثنين بأنه لن يدعم كليتشدار أوغلو في الإعادة، إلا إذا رفض تقديم تنازلات لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، الذي خاض الانتخابات البرلمانية الأحد تحت عباءة حزب «اليسار الأخضر».
ويتوقع أن يلتقي كل من أردوغان وكليتشدار أوغلو بأوغان شخصياً في الأيام المقبلة. ويُنظر إلى تحالف أردوغان وأوغان على أنه أسهل بسبب آرائهما المحافظة، رغم أن تحالف الرئيس يضم حزباً إسلامياً كردياً صغيراً يعارضه أوغان أيضاً.
وقال هاكان أكباس العضو المنتدب لشركة الخدمات الاستشارية الاستراتيجية في إسطنبول: «أوغان هو صانع الملوك في الجولة الثانية، وقال إنه سيتفاوض مع الطرفين. لكن أردوغان لديه المزيد ليعرضه».
وحقق أردوغان أداء قوياً في الانتخابات حتى في الوقت الذي تسببت فيه سياساته غير التقليدية المتعلقة بخفض أسعار الفائدة في سلسلة من الانهيارات لقيمة العملة في السنوات الأخيرة، وفي أزمة تكاليف المعيشة مع تجاوز التضخم 85%.
ومما زاد من فرص أردوغان فوز تحالفه الحاكم بأغلبية واضحة في البرلمان التركي بشكل فاجأ المحللين. وحصل الرئيس التركي على أصوات ناخبين في المنطقة الجنوبية الشرقية التي دمرتها الزلازل في فبراير/ شباط الماضي، وأودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص، وشرّدت الملايين.
وقال المسؤولون إنه سيقول للناخبين الآن إن دعمهم له سيكون بشيراً بحكومة مستقرة لمدة خمس سنوات أخرى.
وذكر مسؤول كبير آخر من المعارضة اعترف بصعوبة الطريق في المستقبل: «شعاره سيكون: إذا منحتم كليتشدار أوغلو أصواتكم فسيكون عاجزاً بلا تأثير».
وحصل الحزب الصالح القومي، وهو ثاني أكبر حزب في تحالف كليتشدار أوغلو، على نسبة تأييد مخيبة للآمال بلغت 9.75% في الانتخابات البرلمانية. وحزب اليسار الأخضر الكردي، الذي حصل على 8.8% من الأصوات، ليس في تحالف المعارضة الرئيسي.
وقال مسؤول ثالث من المعارضة إن أردوغان نجح في «تخويف بعض الناخبين المنتمين إلى التيار القومي الوسطي واجتذابهم إلى صفه» من خلال ادعاء دون أدلة بأن حزب العمال الكردستاني المحظور يدعم كليتشدار أوغلو. وأضاف: «أمامنا أسبوعان. نحتاج إلى تعافٍ سريع في مستوى الدعم لمرشح المعارضة».
https://tinyurl.com/yck4ktvt