عدن: «الخليج»
قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ إن اليمن بحاجة إلى وقف رسمي لإطلاق النار، نظراً للتقارير المستمرة حول العنف على مختلف الجبهات، خاصّة في الجوف وتعز ومأرب وصعدة، التي تبيِّن هشاشة الوضع الحالي، وذلك بعدما التقى أمس الأول كبار المسؤولين الأمريكيين.
وأوضح في إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي، أمس، حول آخر التطورات وجهود السلام في اليمن أن جميع الأطراف أبدت تصميماً جلياً على التقدم نحو التوصل لاتفاق بشأن تدابير إنسانية واقتصادية، ووقف دائم لإطلاق النار، واستئناف عملية سياسية بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، مرحباً بالجهود المستمرة للسعودية وسلطنة عمان في دعم دور الوساطة للأمم المتحدة.
واستدرك غروندبرغ في إاحاطته: «على الرغم من إحراز تقدم، ما زالت هنالك قضايا تتطلب مزيداً من النقاشات». منبهاً إلى أن «هشاشة الوضع العسكري، وتردّي الوضع الاقتصادي، والتحديات اليومية التي تواجه الشعب اليمني تذكّرنا على الدوام بالسبب الذي يجعل الوصول إلى اتفاق شامل أمراً ضرورياً للغاية».
وأشار إلى «تضارب السياسات المالية والاقتصادية في مختلف أنحاء البلاد وعدم اتساقها؛ مما أثر بشدّة في المواطنين والأعمال التجارية، وفرض عليهم حالة من عدم اليقين خاصة في صنعاء والمحافظات المجاورة لها»، منوّهاً بأنه «في ظل غياب التعاون بين الطرفين حول القضايا النقدية والمالية الحرجة سوف تزداد هذه التحديات سوءاً وربما تزداد عُمقاً».
وقال المبعوث الأممي: «ما زال هناك مجال للتفاؤل الحذر، غير إن ركيزة أي اتفاق للمضي قدماً يجب أن تكون استئناف عملية سياسية بقيادة يمنية وتحت رعاية الأمم المتحدة لإنهاء النزاع». مستدركاً: «فليس بمقدور الحلول الجزئية أو المؤقتة التصدي للمصاعب».
وكان غروندبرغ قد أعلن أمس الأول عن توافقه مع كبار المسؤولين الأمريكيين على ضرورة تضافر الجهود المبذولة والزخم الحالي للوصول إلى عملية سياسية جامعة بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة من أجل بلوغ تسوية سياسية مستدامة في اليمن.
والتقى غروندبرغ في واشنطن وزير الخارجية أنتوني بلينكين وعدداً من كبار المسؤولين الأمريكيين لبحث سبل إحراز التقدم نحو عملية سياسية يملكها اليمنيون تحت رعاية الأمم المتحدة لإيجاد حل مستدام للنزاع، وذلك قبيل تقديم إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي.
وقال غروندبرغ في ختام زيارته: «إنني ممتن لدعم الولايات المتحدة المستمر لجهود الوساطة التي يبذلها مكتبي، وهو الأمر الذي أكّده وزير الخارجية بلينكين، وناقشنا أيضاً سبل استمرار المناصرة الدولية والإقليمية المنسقة لمصاحبة الأطراف اليمنية من أجل الوصول إلى سلام دائم وانتقال ديمقراطي».
كما التقى المبعوث الأممي غروندبرغ أيضاً بمستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وبمنسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي بريت ماكغورك، وبالمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، ومجموعة من المسؤولين، والسياسيين، والمحللين الأمريكيين.