يلجأ الكثيرون إلى المحليات الصناعية لتفادي الاستهلاك المفرط للسكر الذي قد يؤدي إلى السمنة ومرض السكري، لكن هذه البدائل لا تقل خطورة على جسم الإنسان ومن الأفضل تجنبها وفق دراسات متعددة.فقد كشفت دراسة أجريت عام 2022 بحثت تأثيرات المُحلي الاصطناعي “الأسبارتام” على الفئران، أن المشروبات المحلاة بطرق صناعية تزيد الشعور بالقلق بل وتتوارثه أطفالنا، بحسب موقع “سيانس أليرت” العلمي.
وأجريت التجرية على عينة من الفئران تتمتع بحرية الوصول إلى ماء مضاف إليه جرعة من الأسبارتام، تعادل 15 في المائة من الكمية اليومية القصوى الموصى بها من إدارة الغذاء والدواء للبشر، حيث أظهروا عموماً سلوكاً أكثر قلقاً في اختبارات المزاج المصممة خصيصاً.إلا أن ما أثار الدهشة هو أن التأثيرات يمكن رؤيتها في نسل الحيوانات، لمدة تصل إلى جيلين، وفق الدراسة.بدوره، قال عالم الأعصاب بجامعة ولاية فلوريدا براديب بهيد في عام 2022: “ما تُظهره هذه الدراسة هو أننا بحاجة إلى إعادة النظر في العوامل البيئية لأن ما نراه اليوم ليس فقط ما يحدث اليوم، ولكن ما حدث منذ جيلين وربما لفترة أطول”.تؤثر على الدماغوتم قياس القلق من خلال مجموعة متنوعة من اختبارات المتاهة على عدة أجيال من الفئران. وأجرى الباحثون أيضاً تسلسل الحمض النووي الريبي (RNA) على الأجزاء الرئيسية من أنظمتهم العصبية لكيفية التعبير عن جينات الأنسجة.كذلك وجد الباحثون تغيرات كبيرة في اللوزة الدماغية أو اللوزة العصبية، وهي جزء من الدماغ مرتبط بتنظيم القلق.ولتفسير ذلك علمياً وبطريقة بسيطة، نعلم أنه عندما يتم استهلاك الأسبارتام ينقسم إلى حمض الأسبارتيك، والفينيل ألانين، والميثانول، والتي يمكن أن تؤثر جميعها على الجهاز العصبي المركزي.
(آيستوك)
وعندما تلقت الفئران جرعات من الديازيبام، وهو دواء تم تسويقه في السابق باسم الفاليوم، والذي يستخدم عادة لعلاج القلق لدى البشر، توقفت السلوكيات الشبيهة بالقلق عبر جميع الأجيال.ينتقل من جيل إلى جيلإلى ذلك، حذر الفريق من أن شيئاً مشابهاً يمكن أن يحدث للبشر، بعبارة أخرى، ليس فقط أولئك الذين يستهلكون المحليات الصناعية هم من قد يتعرضون للخطر، ولكن أيضاً أطفالهم وأطفالهم.لكن لم يتم فهم كيف يمكن أن يحدث هذا بالكامل بعد، ولكنه يتناسب مع الأدلة الناشئة التي تشير إلى أن العلامات اللاجينية يمكن أن تظل بالفعل سليمة عبر أجيال عديدة.
(آيستوك)
يذكر أن الباحثين نظروا في الروابط بين الأسبارتام والقلق من قبل، ولم تجد دراسات أخرى على الحيوانات أي تغيير في السلوك الشبيه بالقلق لدى الفئران التي أعطيت المحليات الاصطناعية، مما يشير إلى ضرورة القيام بالمزيد من البحث لفهم ما يحدث.مع ذلك، بناءً على هذه النتائج حث جونز وبهايد وزملاؤهم على توخي الحذر. وربطت الأبحاث السابقة المحليات الصناعية بالسرطان، والتغيرات في بكتيريا الأمعاء التي تؤدي إلى عدم تحمل الغلوكوز، لكن ربما أصبح القلق الآن شيئاً آخر يجب مراعاته.