شددت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمام مجلس الأمن أمس الاثنين، على ضرورة احترام كافة تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين أطراف الصراع في السودان، فيما حذر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس من تداعيات إقليمية للصراع، مشيداً بالجهود السعودية والأمريكية، وقال إنها أثمرت اتفاق جدة لوقف الاقتتال في السودان.
ودعت السفيرة لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة خلال الجلسة، جميع الأطراف في السودان إلى اتخاذ خطوات فورية لإنهاء القتال المسلح. وشددت على ضرورة احترام كافة تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين أطراف الصراع في السودان.
وأضافت لانا نسيبة، في البيان، «ندين استهداف السفارات ومقرات البعثات الدبلوماسية في السودان»، مشيرة إلى أنه يجب البناء على اتفاق وقف إطلاق النار بين أطراف الصراع في السودان بشكل أوسع. كما أثنت على الدول المجاورة للسودان لسماحها للاجئين بدخول أراضيها.
ودعت مندوبة الدولة إلى توفير الحماية الخاصة للأطفال من النزاع القائم، ووجهت الشكر إلى السعودية والولايات المتحدة على الجهود المبذولة بشأن الأزمة السودانية والتي أفضت إلى اتفاق جدة. وأكدت أن السودانيين لهم الحق في اتخاذ قراراتهم بشأن مستقبل بلادهم بنفسهم دول تدخل من أحد.
وفي كلمته أمام المجلس، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان فولكر بيرتس إنه لم يمر يوم من دون قتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 إبريل الماضي. وقال إن نحو 900 شخص قتلوا بينهم أطفال بسبب الصراع، فضلاً عن تسبب القتال في تشريد أكثر من مليون شخص، كما حوصر الكثير من السودانيين في منازلهم وباتوا يفتقرون إلى إمدادات.
وأضاف بيرتس إن اتخاذ الصراع بعداً عرقياً على نحو متزايد يجازف بتوسيع نطاقه، وإطالة أمده، وامتداد تداعياته إلى المنطقة، مؤكداً أن طرفي النزاع انتهكا القانون الإنساني الدولي، محذراً من اتساع هذه الانتهاكات.
ولفت إلى أن المرافق الأساسية للمياه والكهرباء مدمرة والمستشفيات أغلقت، مشيراً إلى أن الوكالة تلقت بلاغات عن نهب المنازل والبنوك وحالات اختفاء قسري.
وأكد المبعوث الأممي أن القتال أدى إلى اندلاع توترات قبلية وإثنية خاصة في دارفور، مؤكداً أن المدنيين حملوا السلاح في دارفور بسبب استمرار الصراع.
وأفاد بأن نقل بعثة الأمم المتحدة إلى بورتسودان لا يعني التخلي عن الشعب السوداني، مشدداً على الالتزام بالعمل على التوصل لوقف إطلاق نار فعال ومنع تحول الصراع إلى نزاعات قبلية وإثنية.
وطالب بيرتس بتمويل إضافي للاستجابة الإنسانية، وحث المبعوث الأممي للسودان الجيش والدعم السريع على ضمان حماية المدنيين، موضحاً أن المجتمع المدني السوداني يؤدي دوراً مهماً واتخذ موقفاً حيادياً.
ودعا المبعوث الأممي الجيش والدعم السريع إلى وقف القتال والانتقال للحوار، محذراً من مخاطر جدية من اتساع نطاق الحرب في السودان.
وأمس الأول الأحد، جدّد مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث دعوته إلى إيصال المساعدة الإنسانية في شكل آمن، فيما يحتاج أكثر من 25 مليوناً من سكان السودان، أي أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريبًا، إلى مساعدات. وفي حال استمرار الحرب، قد يلجأ مليون سوداني إضافي إلى الدول المجاورة، وفق الأمم المتحدة، بينما تخشى هذه الدول من انتقال عدوى الاقتتال. (وكالات)