منحت محكمة باكستانية في إسلام آباد، أمس الثلاثاء، رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب «إنصاف» عمران خان، كفالة وقائية في 8 قضايا تتعلق بالعنف، في المجمع القضائي حتى الثامن من يونيو/حزيران المقبل، بينما قالت الشرطة الباكستانية، إن مسلحين اقتحموا منشأة لاستخلاص الغاز والنفط في شمال غرب البلاد وقتلوا أربعة من عناصر الشرطة وحارسين خاصين.
وتتعلق القضايا المرفوعة ضد خان بأحداث عنف وقعت في العاصمة إسلام آباد، إذ يُتهم رئيس الوزراء السابق وعدد من العاملين في الحزب بمهاجمة مراكز مختلفة للشرطة في العاصمة، بالإضافة إلى إحداث إضرابات وأعمال عنف في المجمع القضائي أثناء التحقيق معه في قضية توشاخانا أو ما يعرف ب«صندوق الهدايا». كما حصلت بشرى بيبي زوجة عمران خان على كفالة فيما يتعلق بقضية تسوية بقيمة 190 مليون جنيه إسترليني، أو ما أصبحت تعرف في باكستان بقضية «القادر ترست» التي تتهم فيها مع خان وآخرين بغسيل أموال بنحو 50 مليار روبية. وأصدر القاضي القرار بمنح بشرى بيبي كفالة وقائية لتجنّب الاعتقال حتى يوم 31 مايو/أيار الجاري.
وقال محامي خان إن مكتب المحاسبة الوطني، المعني بمكافحة الفساد، استمع إلى أقوال موكله أمس في اتهامات بالفساد، وذلك بعد أقل من أسبوع على رفضه لاستدعاء للمثول أمامها واستنكاره للاتهامات الموجهة إليه. وقال محاميه فيصل شودري «حضر التحقيق» في إشارة إلى قيام مسؤولين من مكتب المحاسبة الوطني باستجوابه حول اتهامه وزوجته بحصولهما على أراض بملايين الدولارات كرشوة من رجل أعمال. ووصف خان الاتهامات بأنها «لا أساس لها وعبثية وملفقة تماماً» في بيان إلى المكتب الأسبوع الماضي.
ولا يزال خان حتى الآن يمثُل أمام مكتب هيئة المساءلة الوطني للتحقيق في القضية ذاتها التي تم اعتقاله بموجبها في التاسع من مايو/أيار الجاري، حيث وصل إلى مكتب الهيئة في مدينة روالبندي المحاذية للعاصمة إسلام آباد وسط إجراءات أمنية مشددة. وكان عمران خان قال، في بث مباشر له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنه يتوقع بنسبة 80% أن يتم اعتقاله، داعياً في الوقت نفسه أنصاره ومؤيديه لعدم اللجوء إلى العنف والتزام السلمية.
من جهة أخرى، قالت الشرطة الباكستانية، إن مسلحين اقتحموا منشأة لاستخلاص الغاز والنفط في شمال غرب البلاد، أمس الثلاثاء، وقتلوا أربعة من عناصر الشرطة وحارسين خاصين. وقال قائد الشرطة في منطقة هانغو في إقليم خيبر باختونخوا عاصف باهدور، إن الهجوم الذي شنه ما يصل إلى 50 مسلحاً، وقع في منشأة تديرها شركة إم.أو.إل ومقرها بودابست. وأضاف: «كانوا يحملون أسلحة خفيفة وثقيلة وأطلقوا قذائف هاون ما أدى إلى مقتل ستة من أفراد الأمن عند المدخل الرئيسي» للموقع القريب من الحدود مع أفغانستان. وبحسب باهدور فإن «تبادل إطلاق النار استمر لأكثر من ساعة. وأجبرت قوات الشرطة المسلحين على الفرار»، ولم تعلن أي مجموعة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن باهدور حمَّل الفرع المحلي لحركة طالبان المسؤولية عنه، بينما أكد مسؤول آخر في الشرطة يدعى نور والي خان الهجوم وعدد القتلى. وأشار باهدور إلى أن المهاجمين قدموا من منطقة شمال وزيرستان القريبة. (وكالات)