تتواصل في المغرب المفاوضات المغلقة للجنة «6+6» المشكَّلة من مجلسي النواب والدولة، والتي تتعلق بالمساعي لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد، فيما انطلقت فعاليات اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في طرابلس، كما تتأهب اللجنة العسكرية إلى عقد اجتماع آخر في سبها جنوباً لبحث المسائل العالقة.
ومساء أمس الأول الثلاثاء، أعلنت لجنة «6+6» أنها حققت توافقاً كاملاً بخصوص النقاط المتعلقة بانتخاب رئيس الدولة وأعضاء البرلمان. وأفادت اللجنة خلال المؤتمر الصحفي، في ختام ثاني أيام مشاوراتها بمدينة بوزنيقة المغربية، بأن تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية سيكون وفق إجراءات متزامنة، وأن السلطة التشريعية القادمة (مجلس الأمة) ستتشكل من غرفتين هما مجلس النواب ومجلس الشيوخ. وأشادت اللجنة بالتقدم المنجز في تحديد وتوزيع مقاعد مجلسي النواب والشيوخ حسب الدوائر الانتخابية، مشيرة إلى أن تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية سيتم وفق إجراءات متزامنة. وأكدت حرصها على استكمال مشاريع القوانين الانتخابية المختلفة خلال هذا الاجتماع في بوزنيقة، مما يحقق التوصل إلى إطار تشريعي توافقي شامل بالتشاور مع الهيئات القضائية وبعثة الأمم المتحدة.
ورحبت مصر بجهود لجنة 6+6 المشتركة، وقالت في بيان إنها تتطلع إلى مواصلة مجلسي النواب والأعلى للدولة ولجنة 6+6 لمهامهم من أجل استيفاء الإطار القانوني اللازم لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في أقرب وقت في ليبيا، والتزاماً بالملكية الليبية للحل، وبما يتيح المجال أمام الشعب الليبي الشقيق لتحقيق تطلعاته وبناء مستقبله.
واجتماع لجنة 6+6 في المغرب هو الثاني منذ تشكلها في مارس/ آذار الماضي، إذ عقدت أول اجتماعاتها في طرابلس مطلع إبريل/ نيسان الماضي، تلتها سلسلة لقاءات أجرتها اللجنة مطلع مايو/ أيار الجاري مع الجهات المعنية بالانتخابات، كالمفوضية العليا للانتخابات والسجل المدني وغيرها.
وبموازاة ذلك، بدأ في العاصمة طرابلس اجتماع مغلق لأعضاء اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5»، ومجموعة العمل الأمني المنبثقة عن مؤتمر برلين، لمتابعة تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتوحيد المؤسسة العسكرية وإنشاء قوة مشتركة تكون مهمتها تأمين الانتخابات المزمع تنظيمها خلال الأشهر المقبلة.
ووصل أعضاء اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» عن المنطقة الشرقية إلى العاصمة طرابلس لحضور الاجتماع برئاسة مشتركة بين فرنسا وإيطاليا وتركيا والمملكة المتحدة والاتحاد الإفريقي والبعثة الأممية.
وتتأهب اللجنة العسكرية ذاتها لعقد اجتماع جديد لها في مدينة سبها، لاستكمال بحث ملف إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية، ومناقشة توحيد الجيش الليبي. وقال أعضاء في اللجنة إنهم بصدد عقد اجتماع في مدينة سبها، حيث كان من المقرر أن تجتمع اللجنة الأسبوع الماضي، لكنها أجّلت اللقاء دون إعلان رسمي، علماً بأنها عقدت أخيراً سلسلة اجتماعات بالعاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، بالإضافة إلى تونس، لكن من دون التوصل إلى اتفاق نهائي حول هذه القضايا.
وأكد أعضاء لجنة «5+5» والقيادات العسكرية والأمنية بمناطق غرب وشرق وجنوب ليبيا، خلال اجتماعهم الأخير في مدينة بنغازي، بحضور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبدالله باتيلي، الالتزام الكامل بكل ما نتج عن الحوار بين اللجنة والقادة العسكريين والأمنيين في اجتماعي تونس وطرابلس. كما أبدوا استعدادهم لتقديم أشكال الدعم كافة لتأمين الانتخابات بمراحلها، إضافة إلى تبادل المعلومات فيما يخص المحتجزين لدى الطرفين، والبدء باتخاذ خطوات عملية لتبادلهم في أسرع وقت. (وكالات)