تعود بنا مخرجة الفيلم المغربي “كذب أبيض” أسماء المدير بالذاكرة إلى حدث كبير غيّر شكل المدينة بعد انتفاضة الخبز في العام 1981 وسال فيه دم كثير، وظلت تبحث عن أصل الصورة وحكايتها من خلال تلك الصورة التي عثرت عليها في منزل والديها لأربعة أطفال.
فيلمان مغربيان في مهرجان كان
في الصورة يبتسمون في باحة المدرسة وفي طرف الصورة هي أسماء صاحبة الصورة، ثم نبدأ باكتشاف تفاصيل كثيرة من خلال سرد الحكايات والتواريخ لجدتها تعينها ذاكرتها الخصبة عن تلك المرحلة الصعبة والبوح بأسرار العائلة والجيران، وعن تشابك العلاقات الاجتماعية في ذلك الحي المغربي العريق “كازبلانكا”.
10 سنوات من البحث
وتحاول المخرجة في فيلمها “كذب أبيض” أن ترسم بورتريها لذاكرتها لتفتح به أسرار وعوالم لسنوات عدم الاستقرار السياسي وما رافقها من اضطرابات سياسية في البلاد، إذ إن الفيلم يعكس شخصيات وروح أطفال التسعينيات في المغرب من خلال تلك الصورة.
الحاجة بطلة الفيلم المغربي
وتلخص الفيلم في نهايته بأن كل الصور التي تصفحتها عن تلك المرحلة تذهب إلا صورة الملك الحسن الثاني تبقى على الجدران.
وفي حديثها للعربية.نت تقول المخرجة المغربية أسماء: “منذ 10 سنوات وأنا أبحث وأجمع الوثائق عن تلك المرحلة الصعبة، وأردت من خلال تلك الصورة المرتبطة بصورتي في المدرسة العودة إلى مراحل صعبة مر بها الشارع المغربي”.
الحفاظ على الذاكرة
فيلم “كذب أبيض” يمتاز بالجمالية العالية في التصوير والألوان والصوت وحتى الموسيقى التي رافقت أحداث الفيلم والاحتراف بصنع الدمى التي كانت المحور الأساسي.
أسماء المدير مخرجة “كذب أبيض”
واستطاعت المخرجة أن تستحضر ذاكرتها الخصبة لمرحلة بارزة من تاريخ المملكة المغربية عبر مجموعة من الشخصيات للأم والجدة وشخصيات أخرى كانت مؤثرة في أحداث الفيلم في رحلة تمزج بين التمثيل الحي وما قامت به الدمى من عمل كبير لتجاوز المحو المستمر للذاكرة والتواريخ والأحداث والتفاصيل والحيثيات التي تحيط بها.