تبادل طرفا النزاع، الاتهامات بانتهاكه دون تعليق من الوسطاء الأمريكيين والسعوديين، وتواصلت الاشتباكات المتفرقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أمس الخميس، ما أدى إلى كسر الهدوء النسبي، الذي شهدته العاصمة الخرطوم بعد 3 أيام من هدنة ال7 أيام بين طرفي الصراع، بوساطة دولية، فيما قالت الأمم المتحدة إنها قلقة جراء تعرض دور الضيافة والمصارف والمنشآت العامة والخاصة في دارفور للنهب.
وقالت قوات الدعم السريع إن الجيش اخترق الهدنة الإنسانية، وقام بالهجوم عليها في عدد من المحاور عبر الطيران الحربي والقصف المدفعي والهجوم البري. مشيرة إلى «إسقاط طائرة ميغ يوجد حطامها في منطقة أُمبدة» بأم درمان غربي العاصمة.
وأفاد مواطنون سودانيون، بسماع دوّي إطلاق النار وكذلك قذائف في العاصمة وأم درمان، ومناطق متفرقة، وسط مخاوف من انهيار تلك الهدنة التي تستغل لتدبير الاحتياجات الإنسانية للمواطنين. واتهم طرفا النزاع بعضهما بعضاً ب«خرق الهدنة»؛ إذ أعلن الجيش السوداني صد هجوم على المدرعات من قِبل الدعم السريع، مع تدمير 6 عربات.
وقال الجيش في بيان نشره، أمس الخميس: «تواصل الميليشيات المتمردة في انتهاك الهدنة المعلنة منذ بدايتها». واتهم قوات الدعم السريع ب«هجوم على مدينتي الجنينة وزالنجي (في دارفور) ومواصلة احتلال المستشفيات».
مشهد مقلق
وبدا المشهد في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور مقلقاً، بحسب ما كتب المدير الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان طوبي هارورد على حسابه على موقع «تويتر». وكتب هارورد: «إنني قلق للغاية من التقارير الواردة من زالنجي، وسط دارفور، حيث كانت المدينة محاصرة من قبل الميليشيات المسلحة خلال الأيام الماضية، وانقطعت الاتصالات».
وأضاف: «وفقاً للتقارير، تعرضت مكاتب ودور الضيافة (التابعة للأمم المتحدة) والخدمات العامة، والمنشآت الحكومية، والبنوك والمنازل الخاصة للهجوم والنهب.. واستهداف مرافق الرعاية الصحية». وطالب المسؤول الأممي: «السلطات الشرعية باستعادة السيطرة على المدينة، وضمان احترام إعلان جدة بالكامل».
من جهته، أكد مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في تصريحات للصحفيين في جنيف أنه «على الرغم من اتفاقات وقف إطلاق النار المتتالية، لا يزال المدنيون يتعرضون لخطر الموت والإصابة».
وأضاف: «بين عشية وضحاها تلقينا تقارير عن طائرات مقاتلة في الخرطوم ووقوع اشتباكات في بعض مناطق المدينة، وكذلك في بحري وأم درمان». لكن منذ بداية الحرب، تم الإعلان مراراً عن اتفاقات لوقف النار تعرضت للانتهاك في كل مرة. وعلى الرغم من تواصل المعارك، أكد سكان في العاصمة أنهم استغلوا تراجع حدتها هذه المرة للخروج من منازلهم وقضاء حوائجهم.(وكالات )