أكد أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، أهمية توفير تمويل مستدام ومرن لعمليات الاتحاد الإفريقي المعنية بدعم السلام في القارة الإفريقية، بما يسهم في تعزيز جهود الاتحاد الإفريقي للتصدي لتحديات السلام والأمن في القارة.
جاء ذلك في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي، الخميس، قدمته نيابة عنه وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روز ماري ديكارلو.
وخصص المجلس اجتماعه حول «تمويل عمليات الاتحاد الإفريقي لدعم السلام»، بالتزامن مع ذكرى مرور 75 عاماً على إنشاء عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة، وأيضاً حلول مناسبة يوم إفريقيا، ومرور ستين عاماً على توقيع ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية.
ولفت تقرير الأمين العام إلى خلاصة تقرير الفريق المستقل رفيع المستوى المعني بعمليات السلام الصادر عام 2015، الذي أشار إلى أن الافتقار إلى آليات تمويل مستدامة يمكن التنبؤ بها ومرنة لدعم عمليات السلام التابعة للاتحاد الإفريقي يقوّض استدامتها وفعاليتها.
كما تطرق التقرير إلى قرار مجلس الأمن رقم (2378 لسنة 2017) الذي يؤكد عزمه على مواصلة النظر في الخطوات العملية لإنشاء آلية يمكن من خلالها تمويل عمليات السلام التابعة للاتحاد الإفريقي، ونوّه بأنه، وبرغم من أن دعم الأمم المتحدة والشركاء الآخرين للاتحاد الإفريقي كان مفيداً ومقدراً، إلا أنه في الأغلب اتسم بعدم القابلية على التنبؤ به.
وأوضح أن الاتحاد الإفريقي عمل على مواجهة التحدي المالي الذي يواجه عملياته، بما في ذلك الالتزام بزيادة مساهماته المالية من خلال تنشيط صندوق السلام التابع له، ودعا تقرير الأمين العام إلى ضرورة النظر إلى عمليات السلام التي يقوم بها الاتحاد الإفريقي، باعتبارها جزءاً من مجموعة الاستجابات للأزمات في القارة، إلى جانب آليات الأمم المتحدة المعمول بها.
من جانبها، حثت ديكارلو البلدان الإفريقية على تعزيز وحدتها وتضامنها، كاشفة أن التعاون بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة شهد نمواً ملحوظاً منذ توقيع الإطار المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لتعزيز الشراكة في السلام والأمن عام 2017.
وأوضحت أن المنظمتين عملتا معاً بشكل وثيق بما في ذلك في جمهورية إفريقيا الوسطى والصومال وجنوب السودان والسودان، كما عالجتا مجموعة من القضايا المتعلقة بالسلام والأمن، في إطار مبادرات منع نشوب النزاعات وحلها، وحفظ السلام وبناء السلام، وحالة الطوارئ المناخية، والمرأة والسلام والأمن، من بين أمور أخرى.
ولفتت إلى أن الاتحاد الإفريقي أظهر على مدى السنوات العشرين الماضية، استعداده لنشر عمليات دعم السلام على وجه السرعة استجابة للنزاعات المسلحة في القارة، وبما يتماشى مع الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة. (وام)