دخل السودان أمس السبت في جدل مع الأمم المتحدة على خلفية طلب رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، إبعاد ممثل الأمم المتحدة الى السودان فولكر بيرتس، وتكليف غيره مكانه، الأمر الذي أثار صدمة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وذكرت الأمم المتحدة، في بيان لها أمس، أن «غوتيريس يشعر بالصدمة بشأن خطاب تلقاه من عبد الفتاح البرهان يطلب فيه تغيير المبعوث الخاص في السودان، وأضافت أن «الأمين العام فخور بعمل المبعوث الأممي فولكر بيرتس، ويجدد التأكيد على ثقته الكاملة في ممثله الخاص في السودان». وكان البرهان في رسالته الى غوتيريس قد طلب استبدال فولكر وترشيح آخر مكانه،وذلك «للحفاظ على العلاقة التي تربط المؤسسة الدولية بالسودان». وأشار البرهان في رسالته إلى أن ممثل الأمين العام بالسودان «منح انطباعاً سالباً عن حيادية الأمم المتحدة واحترامها لسيادة الدول، وكان سلوكه يتسم بنسج التعقيدات، وإثارة الخلافات بين القوى السياسية»، ما أدى إلى أزمة منتصف إبريل/ نيسان الماضي.
وذهب البرهان في رسالته إلى حد القول إنه ما كان لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي أن يتمرد إن لم يجد إشارات ضمان وتشجيع من عدد من الأطراف، ومن بينها بيرتس. كما قال إن بيرتس مارس التضليل في تقاريره بزعمه أن هناك إجماعاً حول الاتفاق الإطاري الموقع بين مجلس السيادة ومكونات مدنية سودانية.
في المقابل، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أمس السبت، إن الأمين العام مصدوم من الرسالة التي تلقاها من البرهان.
وكشف مصدر دبلوماسي سوداني أن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان، فولكر بيرتس، لن يعود مجددا إلى السودان رغم تعبير غوتيريس عن ثقته به. وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن السودان مارس حقه كدولة كاملة السيادة، وقدم رسالة لها أسبابها في رفض التعامل مع بيرتس، لاسيما أن بعثة الأمم المتحدة جاءت بطلب من السودان.
وأضاف المصدر أن بعثة الأمم المتحدة الموجودة بالسودان ستواصل عملها بشكل اعتيادي إلى حين اختيار ممثل بديل لبيرتس بالتشاور مع الخرطوم، مشددا على أن بيرتس لن يغامر بالعودة إلى السودان. (وكالات)