خرج سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن، بطل العالم في العامين الماضيين، منتصراً من صراعه مع الأمطار في سباق جائزة موناكو الكبرى، الجولة السادسة من بطولة العالم للفورمولا واحد الأحد، ليحتل المركز الأول ويعزز صدارته للترتيب العام.
وتقدم فيرستابن الذي هيمن على سباق شهد تقلبات مناخية حيث انطلق تحت أشعة الشمس الدافئة قبل أن تهطل الأمطار في اللفة 52 (من أصل 78)، على سائقي أستون مارتن المخضرم الإسباني فرناندو ألونسو وألبين الفرنسي إستيبان أوكون.
وحقق فيرستابن (25 عاماً) أول المنطلقين فوزه الثاني في الإمارة التي تقع على البحر الأبيض المتوسط في ثلاثة أعوام والرابع هذا الموسم وال 39 في مسيرته، ليعزز صدارته للترتيب العام رافعاً رصيده إلى 144 نقطة متقدماً بفارق 39 نقطة عن زميله المكسيكي سيرخيو بيريس المنطلق من المراكز الأخيرة بعدما تعرض لحادث خلال التجارب ليكتفي بالمركز السادس عشر خارج جدول النقاط.
كما عزز فريق ريد بول صدارته للصانعين برصيد 249 نقطة بفارق 129 نقطة عن أستون مارتن الذي يتقدم بدوره بفارق نقطة عن مرسيدس الثالث.
فيرستابن والجدران
قال فيرستابن الذي أنهى السباق بوقت قدره 1:48:51.980 ساعة «كدت ألمس الجدران عدة مرات. كان الأمر صعباً للغاية هناك، لكن هذه هي موناكو».
وتابع «من الرائع الفوز هنا والطريقة التي فزنا بها اليوم برغم رداءة الطقس والبقاء هادئاً وإعادة الكأس إلى الوطن».
ولم يجد «ماد ماكس» الذي وصل إلى الإمارة في لباس السائق الذي لا يقهر لخوض السباق الرقم 80 في مسيرته أي منافسة تذكر باستثناء ربما تحدي الأمطار مشدداً على «لم نكن نعرف ماذا كان سيحصل (…) كان يجب علينا أن نحافظ على الهدوء والقيادة في جميع الحالات».
من ناحيته، أثنى ألونسو (41 عامًا) على الفائز فيرستابن بعدما تأخر عنه بفارق 27.921 ثانية «ماكس كان يقود سيارته بأسلوب جيد للغاية. لم يكن لدينا أي فرصة» للفوز.
وكان ألونسو بطل العالم عامي 2005 و2006 مع رينو انطلق من المركز الثاني وبدوره لم يجد من يقلق راحته، باستثناء خطأ استراتيجي من فريقه الذي كاد يكلفه غالياً بعدما طلب منه الدخول إلى مركز الصيانة للتزود باطارات متوسطة الليونة، قبل أن يعاود أستون مارتن الطلب مجدداً من سائقه العودة بعد لفة من أجل التزود باطارات أخرى تتأقلم أكثر مع الحلبة الرطبة.
أضاف الإسباني الذي صعد إلى منصة التتويج للمرة الخامسة في ستة سباقات هذا العام «كان علينا أن نلعب مع الإستراتيجية. قاد ماكس جيداً مع الإطارات المتوسطة (في الجزء الأول من السباق)، ثم هطلت الأمطار. أدى ذلك إلى تعقيد الأمور ولم يكن من السهل القيادة في هذه الظروف».
وضيّق ألونسو ثالث الترتيب العام الخناق على بيريس، بطل عام 2021 في شوارع الإمارة، بعدما قلص الفارق إلى 12 نقطة.
من ناحيته، بات أوكون أول سائق فرنسي يصعد إلى منصة التتويج في موناكو منذ أوليفييه بانيس عام 1996، محققاً هذا الانجاز للمرة الثالثة في مسيرته في الفئة الأولى.
وقال الفرنسي بعد نهاية سباق استقطب العديد من النجوم أبرزهم مهاجم باريس سان جيرمان البرازيلي نيمار والممثل البريطاني توم هولاند «يا لها من عطلة نهاية أسبوع رائعة، قمنا بتطوير السيارة طوال هذا الأسبوع من دون القيام بخطوة واحدة خاطئة».
كما أهدى أوكون فريقه ألبين في سباقه الخمسين أوّل صعود له إلى منصة التتويج منذ عام 2021.
وفشل سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم 7 مرات، باحتلاله للمركز الرابع في معادلة رقم الراحل البرازيلي إيرتون سينا في الصعود 8 مرات إلى منصة التتويج. ووصل ابن الامارة سائق فيراري شارل لوكلير سادساً، علماً انه كان حقق ثالث أسرع توقيت خلال التجارب إلا انه نال عقوبة التراجع 3 مراكز بسبب ازعاجه سائق ماكلارين البريطاني لاندو نوريس الذي حلّ تاسعاً في السباق أمام زميله الأسترالي أوسكار بياستري.