تجددت الاشتباكات في العاصمة الليبية صباح أمس الاثنين، بعد ساعات على اندلاع مواجهات بين فصيلين مسلحين مواليين لحكومة الوحدة الوطنية المدعومة من الأمم المتحدة، وفق ما ذكرت مصادر طبية وتقارير إعلامية، فيما قُتل شخصان على الأقل وأُصيب آخرون جرّاء غارات بطائرات مسيرة على أهداف في محيط مدينة الزاوية غربي البلاد، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية، في حين أصدرت محكمة في ليبيا حكماً بإعدام 35 متطرفاً أُدينوا بالقتال في صفوف تنظيم «داعش»، الإرهابي كما حكم على آخرين بالسجن المؤبد، حسبما ذكرت مصادر قضائية.
وأصيب عدد من سكان طرابلس بجروح طفيفة أثناء المواجهات التي وقعت ليل الأحد وامتدت إلى عدة أحياء. واندلعت مواجهات بين قوات جهاز الردع واللواء 444، الموالين لحكومة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس، بعدما تم توقيف أحد عناصر اللواء 444. وبثّ التلفزيون الليبي ووسائل إعلام على الإنترنت مقاطع مصوّرة لأعمال العنف نشرها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي. وذكر جهاز الإسعاف والطوارئ في طرابلس على فيسبوك أن رجلاً أصيب «بشظية نتيجة الاشتباكات في منطقة عين زارة»، مضيفاً أنه أصيب في يده. وأشار الجهاز إلى إصابة مركبة تابعة لإسعاف عين زارة بعيار ناري أدى إلى خروجها مؤقتاً عن الخدمة. وأعلنت جامعة طرابلس «إيقاف الدراسة وتعليق الامتحانات وإيقاف العمل الإداري» أمس الاثنين في إجراء احترازي. وذكرت التقارير أن القتال توقف بعد تدخّل مجموعة مسلحة أخرى مسؤولة عن الأمن تدعى «جهاز دعم الاستقرار».
وكانت قناة تلفزيونية ليبية خاصة ذكرت مساء الأحد أن «ضربة جوية من قبل الطيران المسيّر استهدفت مواقع بميناء الماية قرب الزاوية للمرة الثانية خلال يومين»، وبثت مقطع فيديو لقارب تتصاعد منه ألسنة النيران والدخان الأسود. وقال علي أبو زريبة النائب عن مدينة الزاوية الواقعة على بعد 45 كيلومتراً غرب طرابلس في منشور على فيسبوك «أُصيب ابن أخي محمد عدنان أبو زريبة نتيجة القصف في منطقة الماية». مشيراً إلى مقتل شخصين آخرين. ويقع ميناء الماية على بعد نحو 10 كيلومترات من الزاوية، وهي مدينة تضم مصفاة نفط رئيسية. ومساء الأحد انتشرت مقاطع فيديو للغارة الثانية خلال يومين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى جانب صور القتلى والمصاب ابن شقيق النائب وهو يخضع للعلاج في المستشفى.
من جهة أخرى، أصدرت محكمة في ليبيا حكماً بإعدام 35 متطرفاً أدينوا بالقتال في صفوف تنظيم «داعش» حسبما ذكرت مصادر قضائية. وحُكم على 13 آخرين بالسجن مدى الحياة. كما حُكم على ثلاثة قُصّر بالسجن عشر سنوات حسبما ذكر المحامي لطفي محيشم الذي يمثل عائلات القتلى الذين كانوا يحاربون تنظيم «داعش». وأضاف أنّ ما مجموعه نحو 54 إرهابياً أُدينوا بارتكاب جرائم قتل وانتماء إلى منظمة إرهابية في هذه المحاكمة التي بدأت في آب/أغسطس. (وكالات)