بيروت: «الخليج»، وكالات
أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقائه في قصر الإليزيه، أمس الأول الثلاثاء، البطريرك الماروني بشارة الراعي دعمه «الجهود» التي يبذلها الراعي لإخراج لبنان من «المأزق السياسي»، مطالباً كلّ القوى في البلد الغارق في الأزمات بانتخاب رئيس للجمهورية «دون تأخير»، وذلك بحسب ما نقلت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه)، في وقت اتفقت فيه قوى معارضة والتيار «الوطني الحر» على اسم الوزير السابق جهاد أزعور لينافس رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، لكن دون إعلان رسمي مشترك ينتظره المعنيون، فيما وضع القضاء اللبناني حاكم المصرف المركزي رياض سلامة رهن التحقيق وقرر منعه من السفر، كما طلب من القضاء الألماني تزويده بملف استرداده، بينما لم يمثل شقيقه رجا أمام القضاء الفرنسي كما كان مقرراً بحجة المرض.
ولفت الإليزيه في بيان إلى أنّ ماكرون والراعي «عبّرا عن مخاوفهما العميقة بشأن الأزمة» التي يعانيها لبنان، و«شلل المؤسسات الذي فاقمه شغور سدّة الرئاسة منذ أكثر من سبعة أشهر». وكشف البيان أنّ الرئيس الفرنسي والبطريرك الراعي «اتّفقا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية دون تأخير»، كما شدد ماكرون على «ضرورة» بقاء مسيحيّي لبنان «في قلب التوازن الطائفي والمؤسّسي للدولة اللبنانية».
وفي هذا السياق، تبنّت قوى معارضة بالاشتراك مع التيار «الوطني الحر» ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لمنصب رئاسة الجمهورية كمنافس لسليمان فرنجية دون إعلان ذلك رسمياً، ما يطرح الكثير من الأسئلة حول جدية هذا الخيار، رغم أن تبرير عدم تبنّيه علناً جاء في سياق توفير الظروف المناسبة لتأمين فرص نجاحه وذلك عبر عدم طرحه كمرشّح تحدٍّ. واعتبرت مصادر داعمة لفرنجيّة أن حديث رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بشأن ترشيح أزعور «يُظهر نوعاً من الوهم لدى جعجع»، خصوصاً لجهة اعتباره أن أزعور ضمن الحصول على أكثر من ٦٥ صوتاً في مجلس النواب. وقالت المصادر: إن جعجع يستند إلى أصوات تكتلي «لبنان القوي» و«اللقاء الديمقراطي» اللذين لم يحددا بشكل رسمي ونهائي قراريهما بشأن التصويت لأزعور، وهو ما أكده بيان اجتماع التكتل الثلاثاء، عدا أن «مشكلة جعجع تكمن في حساباته التي يبنيها على تمنياته لا على وقائع، وهو ما يؤدي إلى خسائره السياسية المتكررة». وانطلقت المصادر من نقاشات ومقررات اجتماع تكتل «لبنان القوي»، واجتماع الرئيس ماكرون مع البطريرك الراعي، وموقف «اللقاء الديمقراطي»، وتباينات النواب التغييريين، لتقول إننا ما زلنا في المربّع الأول لفكرة طرح مرشح يواجه سليمان فرنجية، الذي لا يزال الوحيد الجدّي الذي يستند إلى كتلة نيابية صلبة داعمة له في مواجهة مشروع أزعور غير المكتمل. ورجّحت المصادر نفسها ألّا يحصل مرشح المعارضة على ما يزيد على خمسين صوتاً في أحسن الأحوال، «مما يعني أنه في تراجع لا تقدّم». وفي جانب متصل، أعلن النائب فيصل كرامي عن إنشاء تكتل نيابي حمل اسم «التوافق الوطني»، يضمه إلى جانب النواب عدنان طرابلسي، وحسن مراد، ومحمد يحيى، وطه ناجي.
من جهة أخرى، استمع المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان إلى إفادة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في مضمون مذكرة التوقيف الألمانية، التي تتهمه بالتزوير وغسل الأموال.
وفي نهاية الجلسة قرر القاضي قبلان ترك سلامة رهن التحقيق ومنعه من السفر، مع الإبقاء على حجز جوازي سفره، وطلب من القضاء الألماني تزويده بملف استرداد سلامة، ليُبنى على الشيء مقتضاه. وفي جانب متصل تغيّب شقيقه رجا عن جلسة التحقيق في فرنسا المحدّدة صباح أمس الأربعاء لتقدّمه بعذر طبي بحسب وكيله القانوني في لبنان.