حذّر تقرير للاتحاد الأوروبي من ضغط إسرائيلي متسارع لتغيير الواقع الديمغرافي بالقدس، بينما اقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس الأربعاء ساحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من القوات الإسرائيلية التي واصلت فرض القيود على دخول وتنقل الفلسطينيين في ساحات الحرم، فيما واصل المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية المحتلة، بينما اختطفت وحدة خاصة إسرائيلية «مستعربون» شاباً من مخيم الدهيشة، جنوب بيت لحم، في حين هدمت القوات الإسرائيلية منشآت تجارية وسكنية في سلوان.
وحذر تقرير سري للاتحاد الأوروبي مما وصفه ب«التسارع الكبير» للضغط الإسرائيلي على القدس المحتلة، ومحاولة تغيير الواقع الديمغرافي فيها. ووفق التقرير السنوي لرؤساء البعثات الأوروبية لدى السلطة الفلسطينية؛ فإن أحداث عام 2022 سلطت الضوء على الهشاشة المتزايدة للوجود الفلسطيني في القدس، وتفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للفلسطينيين، والحاجة إلى حمايتهم. وأشار التقرير إلى سعي إسرائيل إلى فصل الفلسطينيين عن الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمدينة، وهدم المنازل الفلسطينية مقابل بناء مساكن جديدة في المستوطنات، وخطط إنشاء مساكن جديدة في الجزء الشرقي من المدينة.
من جانب آخر، نشرت القوات الإسرائيلية منذ صباح أمس وحداتها الخاصة في ساحات الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين، وقامت بإبعاد الفلسطينيين عن مسار الاقتحامات ومنعتهم التنقل بحرية في ساحات الحرم. وذكرت دائرة الأوقاف في القدس أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
ونفذت جماعات المستوطنين في ساعات متأخرة من الليل وفجر أمس الأربعاء اعتداءات واسعة على منازل الفلسطينيين، وممتلكاتهم، ومركباتهم في الضفة الغربية المحتلة، ما أسفر عن أضرار في الممتلكات وإصابات في صفوف الفلسطينيين.
وهاجم مستوطنون مركبات الفلسطينيين ومنازلهم بالحجارة في حي أمريحة ببلدة يعبد في جنين، ما أدى إلى تضرّر عدد منها. كما أصيب المسن جميل حامد عرامين عقب اعتداء القوات الإسرائيلية عليه بالضرب في بلدة سعير في قضاء الخليل. وكان مستوطنون اعتدوا الليلة قبل الماضية على ممتلكات المواطنين في خربة الدير بالأغوار الشمالية. واندلعت مواجهات بين الشبان والقوات الإسرائيلية عند مدخل مخيم العروب أطلق خلالها جنود إسرائيليون الرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق عولجت ميدانياً. كما ذكرت مصادر أمنية أن «مستعربين» تسللوا إلى مدخل مخيم الدهيشة، واختطفوا الشاب أيسر محيسن (25 عاماً) عند وجوده قرب شارع القدس- الخليل الرئيسي. وفي الأثناء، هدمت جرافات البلدية الإسرائيلية في القدس، أمس الأربعاء، منشآت تجارية وسكنية في بلدة سلوان، وذلك بذريعة البناء دون ترخيص.
وذكرت مصادر فلسطينية أن آليات البلدية الإسرائيلية اقتحمت برفقة القوات الشرطية والخاصة حي وادي قدوم في بلدة سلوان. وهدمت آليات البلدية «كونتير» وغرفة من «الزينكو»، وكذلك منشآت تجارية، وغرفة من الصفيح لأغراض سكنية في حي وادي قدوم بذريعة عدم الترخيص من قبل السلطات الإسرائيلية. إضافة إلى ذلك، تصاعدت وتيرة الهدم الذاتي، حيث أجبرت السلطات الإسرائيلية عائلة مقدسية على هدم جزء من منزلها في بلدة سلوان، ودفع غرامة مالية. كما أجبرت السلطات الإسرائيلية مؤخراً عائلة شلودي المقدسية على هدم سقف المطبخ في منزلها ودفع غرامة مالية قدرها 5 آلاف شيكل.
(وكالات)