بيروت: «الخليج»، وكالات
اتهم القضاء العسكري اللبناني، أمس الخميس، خمسة عناصر من ميليشيات «حزب الله» أحدهم موقوف بجرم القتل عمداً في الاعتداء على دورية للكتيبة الأيرلندية العاملة في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، والذي أسفر عن مقتل جندي أيرلندي، وفق ما ذكر مصدر قضائي، في حين ذكر البطريرك الماروني مار بشارة الراعي، بعد عودته من الفاتيكان وفرنسا أنه سيتكلم مع جميع الأطراف بما في ذلك «حزب الله» من أجل إزالة العقبات التي تعترض انتخاب رئيس جديد للبنان، فيما نفّذ أهالي ضحايا تفجير المرفأ وفوج إطفاء بيروت اعتصاماً وأحرقوا الإطارات أمام قصر العدل في بيروت.
واتهم القرار الذي أصدره قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان عناصر ينتمون إلى «حزب الله» وحركة «أمل» ب»تأليف جماعة من الأشرار، وتنفيذ مشروع جرمي واحد». وأكد أن أفعال كل من الموقوف محمّد عيّاد وأربعة فارين من العدالة تنطبق عليها الفقرة الخامسة من المادة 549 من قانون العقوبات اللبناني والتي تنصّ على أنه «إذا ارتُكب جرم ضد موظّف رسمي أثناء ممارسته الوظيفة، أو في معرض ممارستها، أو بسببها يعاقَب بالإعدام». وخص القرار الذي يقع في ثلاثين صفحة الأشخاص المذكورين ب»القتل عمداً»، وأحال الجميع إلى المحكمة العسكرية لمحاكمتهم.
كما سلّم صوان نسخة عن القرار الاتهامي إلى قوة «اليونيفيل». وكان الجندي الأيرلندي شون روني (23 عاماً) قتل وأصيب ثلاثة آخرون من زملائه بجروح في 14 كانون الأول/ديسمبر خلال حادثة تخللها إطلاق رصاص على سيارتهم المدرعة أثناء مرورها في منطقة العاقبية في جنوب البلاد. وبعد أقل من أسبوعين، سلم «حزب الله» الجيشَ مطلقَ النار الأساسي.
من جهة أخرى، ذكر البطريرك الراعي، أمام وفد من نقابة الصحافة بعد عودته إلى لبنان أنّ «الفاتيكان وفرنسا طلبا منه أن يعمل داخلياً مع باقي المكوّنات، وسيتكلّم مع الجميع دون استثناء حتى مع «حزب الله»، وسيبدأ الحراك على الفور»، مشيراً إلى أنّه كان «على رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة إلى جلسة برلمانية قبل شهرين من انتهاء ولاية الرئيس، ولكن نحن نتميّز بمخالفة الدستور».
وجدّد بري في بيانٍ التأكيدَ أن أبواب المجلس النيابي لم ولن توصد أمام جلسة انتخاب رئيس للجمهورية إذا أُعلن عن ترشيحين جدّيّين على الأقل للرئاسة، وخلاف ذلك من تشويش وتهديد لا يعود بفائدة ولا ينفع، لا سيما مع رئيس المجلس.
إلى ذلك، نفّذ أهالي ضحايا فوج إطفاء بيروت وأهالي ضحايا انفجار المرفأ وقفة احتجاجية احتجاجاً على عرقلة التحقيقات في القضية، وأشعلوا الإطارات أمام قصر العدل في بيروت.
وقال وليم نون، شقيق أحد ضحايا الانفجار من أمام قصر العدل: «نسجل موقفاً اعتراضياً بأننا نريد أن يُستكمل التحقيق، وسنكون موجودين كل يوم خميس هنا من أجل الاعتراض». مضيفاً «إننا نُعِدّ تحرّكاً منظّماً وكبيراً للذكرى الثالثة في 4 آب».