قُتل 19 شخصاً على الأقل، وجُرح العشرات جرّاء الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة مايو في الخرطوم أمس، في وقت تجددت فيه الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق في الخرطوم.
واندلعت مواجهات مسلحة في أنحاء مختلفة من العاصمة الخرطوم التي تضم الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين، وقال سكان إنهم سمعوا دوياً مكثفاً لنيران المدفعية في شمال أم درمان، وإطلاق نار متقطعاً في جنوب بحري.
واستمرت الاشتباكات بالقرب من سوق في جنوب الخرطوم، حيث لقي ما لا يقل عن 19 شخصاً حتفهم، وأُصيب 106 آخرون أمس، وفقاً لعضو في إحدى لجان الأحياء. ورجّح أن يكون عدد القتلى والجرحى أعلى من العدد المذكور؛ لأن العديد من الأشخاص تلقوا العلاج في المنازل، أو دَفَنهم أقاربهم خشية الذهاب إلى المستشفيات.
وضع كارثي
وكانت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان أعلنت أمس الخميس مقتل 17 وإصابة أكثر من 106 جرّاء الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة مايو، مناشِدةً جميع الأطباء والكوادر الطبية الموجودين بالقرب من المستشفى الذي نُقل إليه المصابون مد يد العون.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بقصف مناطق مايو، والأندلس، والأزهري في الخرطوم معتبرة أن ذلك يمثل «انتهاكاً للقانون الدولي والإنساني». وذكرت في بيان أن هذه المناطق تعرّضت «لقصف مدفعي عشوائي وهجوم بالطيران».
يُذكر أن قوات الدعم السريع بعد إجلائها بالقوة من معسكراتها لجأت إلى التحصّن بالأحياء السكنية بعد طرد سكانها تحت تهديد السلاح، والمرافق العامة، والمستشفيات.
استنفار أمني
وفي مدينة بورتسودان الهادئة الواقعة على ساحل البحر الأحمر رفعت السلطات الأمنية درجة الاستعدادات، ونشرت تعزيزات عسكرية كبيرة في العديد من المواقع الاستراتيجية في بورتسودان وسط مخاوف من تسلل مقاتلي الدعم السريع إلى المدينة، التي تشهد وجوداً مكثفاً للسفراء، والبعثات الدبلوماسية، وآلاف الفارين من الحرب في الخرطوم.
وشهدت شوارع بورتسودان تحركات عسكرية كثيفة، وإغلاقاً للعديد من الطرق المؤدية إلى المواقع العسكرية، بعد أن وضعت الجهات الأمنية يدها على أسلحة ومتفجرات، ورصدت عدداً من الخلايا النائمة، وألقت القبض على عناصر تابعة لقوات الدعم السريع.
وفرضت الحكومة حظراً للتجوال، وجدّدت سريان حالة الطوارئ، وشدّدت على عدم السماح بمغادرة أي حافلة نقل إلى الخرطوم أو غيرها من المدن، في محاولة لمنع مغادرة بقية العناصر المشبوهة، كما أوقفت حركة المواصلات القادمة إلى ولاية البحر الأحمر من بقية الولايات -وبينها الخرطوم- لأجل غير مسمى.
واتخذت الحكومة قراراتها بعد الكشف عن دخول كميات من السلاح النوعي، من بينها متفجرات وأسلحة تُستخدم للتخريب أكثر من القتال المباشر، كما تحدّثت عن رصد السلطات الأمنية عشرات من منسوبي قوات الدعم السريع وصلوا بورتسودان بملابس مدنية، وأفادت أن السكان في عدد من الأحياء أبلغوا السلطات بوجود العناصر، وتم القبض على عدد كبير منهم. وطبقاً لمصدر عسكري فإن الموقوفين مجموعة ينتسبون إلى قوات الدعم السريع تسللوا إلى المدينة مستغلين المواصلات العامة، ويخضعون حالياً للتحقيق. (وكالات)
والي الخرطوم يأسف لمقتل أطفال بالدور الإيوائية
عبر والي ولاية الخرطوم المُكلف أحمد عثمان حمزة، عن أسفه لفقدان أرواح بريئة بالدور الإيوائية خاصة دار رعاية الطفل بالمايقوما بسبب الظروف الأمنية المحيطة بهذه الدار، وصعوبة الوصول إليها، وتناقص الكوادر العاملة، وانقطاع التيار الكهربائي عنها، ونفاد الوقود الذي تعمل به مولدات الكهرباء.
ومع ارتفاع درجات الحرارة زادت الأمراض وسط الأطفال خلال الفترة الماضية؛، إذ أصيب عدد منهم بمرض السحائي حسب إفادة أطباء الدار، ما أدى إلى وفاة 52 طفلاً، كاشفاً عن اتصالات ومجهودات تقوم بها حكومة الولاية لإيجاد مواقع بديلة لكل الدور الإيوائية خارج ولاية الخرطوم بالتنسيق مع حكومات بعض الولايات. وناشد الوالي الخيرين والمنظمات الطوعية الوطنية لتقديم ما تستطيعه من دعم مادي وعيني لدور الإيواء.
أوضح والي الخرطوم، أن ظروف الحرب حالت دون قيام أجهزة ووحدات حكومة الولاية بمهامها على الوجه الأكمل، ورغم ذلك ظلت غرف عمليات إدارة الأزمة تبذل ما في وسعها لتقديم الخدمات. (وكالات)