أدى عشرات الآلاف صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، رغم الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها السلطات الإسرائيلية على أبواب ومداخل البلدة القديمة في القدس المحتلة، فيما أصيب جندي إسرائيلي خلال إطلاق نار استهدف موقعاً عسكرياً في نابلس، في وقت أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح واختناق بالغاز المسيل للدموع، أمس الجمعة، جرّاء تفريق الجيش الإسرائيلي مسيرات منددة بالاستيطان، شمال الضفة الغربية، بينما أمرت محكمة إسرائيلية بطرد الفلسطينيين وإخلاء منازلهم وسمحت بإقامة بؤر استيطانية مكانهم في مسافر يطا جنوبي الخليل، في حين طلبت الإدارة الأمريكية من إسرائيل، اتخاذ خطوات إضافية «لتحسين حياة الفلسطينيين».
وقال البيت الأبيض، أمس الجمعة: إن «مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان استقبل مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في البيت الأبيض، أمس الأول الخميس». وأوضح أن اللقاء كان «لمناقشة مجموعة واسعة من المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وشدد سوليفان، خلال الاجتماع، على «ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لتحسين حياة الفلسطينيين، لأن ذلك أساسي لتحقيق المزيد من السلام والازدهار والتكامل في المنطقة»، وفق التصريح.
من جهة أخرى، قدرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 50 ألف مصلٍ أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى. وذكرت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية انتشرت في شوارع المدينة ومحيط المسجد الأقصى، وتمركزت عند بواباته، وأوقفت المصلين ودققت في بطاقاتهم الشخصية، ومنعت دخول عدد من الشبان إليه.
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي، إصابة جندي بجروح طفيفة في إطلاق نار استهدف موقعاً عسكرياً في نابلس خلال الليل، فيما أصيب طفل ووالده بجراح خطيرة بنيران الجيش الإسرائيلي في قرية النبي صالح قرب رام الله. وذكرت مصادر فلسطينية أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار عشوائياً خلال ملاحقتها لمنفذي عملية إطلاق نار استهدفت برجاً عسكرياً للجيش قرب قرية النبي صالح، ما أسفر عن إصابة طفل ووالده. وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة، أن تحقيقاً أولياً أظهر أن الطفل ووالده أصيبا بنيران أطلقها جنوده.
إلى ذلك، خرجت مسيرات منددة بالاستيطان في بلدات بيت دجن وبيتا وقريوت بمحافظة نابلس، وكفر قدوم بمحافظة قلقيلية. وأشعل المشاركون في الاحتجاجات إطارات سيارات تالفة، ونددوا بالاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية. وذكرت مصادر فلسطينية أن عشرات المتظاهرين أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. كما سمحت السلطات الإسرائيلية بإقامة ست بؤر استيطانية عشوائية في منطقة مسافر يطا، جنوب جبل الخليل، بعد أن صادقت المحكمة العليا على طرد السكان الفلسطينيين الأصليين من هذه المنطقة، بذريعة أنها منطقة تدريبات عسكرية وإطلاق النار الحي. والبؤر الاستيطانية العشوائية التي سمحت بها ستكون على شكل مزارع يوجد في كل واحد منها قطيع من المواشي على الأقل، وأقيمت قرب البؤر الاستيطانية العشوائية «متسبي يائير» و«أفيغيل» و«حَفات ماعون»، وفق ما ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس الجمعة. واعتقلت القوات الإسرائيلية، متضامنين أجانب، خلال قمعها فعالية سلمية مطالبة بإعادة فتح وتأهيل طريق الكرمل، في مسافر يطا، جنوب الخليل. وذكرت مصادر فلسطينية أن القوات الإسرائيلية أوقفت العمل في المنطقة ومنعت طواقم المجالس المحلية من استكمال عملية التأهيل وفتح الطريق.