ترددت أصداء القصف المدفعي في الخرطوم أمس الجمعة مع احتدام القتال، في أعقاب انهيار الهدنة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني الذي استقدم تعزيزات الى العاصمة، غداة فرض واشنطن عقوبات على طرفي النزاع، فيما ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات في مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور الى 500 قتيل ونحو 1000 جريح.
وأفاد شهود بالخرطوم بسماع «أصوات قصف مدفعي في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون» في ضاحية أم درمان. وتشهد الخرطوم ومناطق أخرى في السودان معارك عنيفة منذ 15 نيسان/ إبريل بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف ب«حميدتي».
وأودت المعارك بأكثر من 1800 شخص، بينما أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 1.2 مليون شخص نزحوا داخلياً ولجأ أكثر من نصف مليون شخص إلى الخارج. وفر 400 ألف آخرون إلى الدول المجاورة.
استقدام قوات
وأعلن الجيش السوداني أمس الجمعة استقدام تعزيزات للمشاركة «في عمليات منطقة الخرطوم المركزية».
ومنذ بدء أعمال العنف، لم يحقق أي من الجانبين تقدماً ميدانياً ملموساً على حساب الآخر أو خرقاً في موازين القوى.
وأشارت المحللة السودانية خلود خير من مركز «كونفلوانس أدفايزوري» ومقره في الخرطوم، الى أن الجيش يعتزم على مايبدو شن هجوم واسع ضد قوات الدعم السريع، ولهذا انسحب من المفاوضات في جدة. ورأت المحللة خلود خير أن الجيش يرغب في تحقيق «بعض المكاسب العسكرية قبل الالتزام بأي محادثات مستقبلية بهدف تحسين موقعه» على طاولة المفاوضات.
ضحايا دارفور
وفي ذات السياق، ارتفعت حصيلة ضحايا القتال المشتعل منذ أكثر من 3 أسابيع في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور السودانية، إلى أكثر من 500 قتيل ونحو 1000 جريح؛ فيما دُمر بشكل كامل 13 حياً من 24 حياً في المدينة ما أدى إلى نزوح ما يزيد على 100 ألف من السكان إلى دولة تشاد المتاخمة.
ومنذ منتصف مايو تشهد المدينة قتالاً مستعراً وانفلاتاً أمنياً وأعمال نهب وسلب وحرق وانتهاكات إنسانية أحدثت رعباً كبيراً في أوساط السكان المحليين.
وإضافة إلى موجة الفرار المتزايدة إلى خارج الحدود؛ اضطر عشرات الآلاف من الأطفال إلى النزوح إلى مدن وقرى أخرى أو اللجوء إلى المساجد والمدارس في الأحياء الأقل خطورة.
وقالت ناشطة مجتمعية إن مساجد مدينة الجنينة امتلأت بالأطفال والعجزة والنساء الفارين من مناطق الصراع ويعيشون في وضع مزر وصعب للغاية ليس لهم طعام ولا شراب.
وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 87 حركة مسلحة في السودان 84 منها في منطقة دارفور وحدها. ومنذ أكتوبر 2021 تكررت أعمال العنف في دارفور أكثر من 10 مرات وأدت إلى مقتل أكثر من 2000 شخص بينهم نساء وأطفال وحرق قرى بكاملها. (وكالات)