اقتحم عشرات المستوطنين، يتقدمهم الحاخام يهودا غليك، صباح أمس الأحد، المسجد الأقصى، بحراسة مشددة من القوات الإسرائيلية التي شنت حملة مداهمات واقتحامات بالضفة الغربية، تخللتها مواجهات واعتقالات طالت عدداً من الفلسطينيين، فيما نصب مستوطنون خياماً على أراضي بلدة دير بلوط غربي سلفيت في شمال الضفة تمهيداً لمصادرتها، وحذرت جهات فلسطينية من مخططات إسرائيلية للاستيلاء على نحو نصف مليون دونم من أراضي الضفة الغربية.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في ساحاته، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة. وقدم غليك للمقتحمين شروحات عن «الهيكل» المزعوم، ورواية تلمودية مزيفة عن المسجد الأقصى وساحات الحرم.
وذكرت مصادر فلسطينية، أن عشرات المستوطنين اقتحموا أراضي تعود ملكيتها لعائلات من بلدة اللبن الغربية، ونصبوا خياماً ورفعوا أعلام إسرائيل ويافطات كتبت عليها شعارات عنصرية، تمهيداً للاستيلاء عليها، وإقامة بؤرة استيطانية جديدة، فيما اندلعت مواجهات مع القوات الإسرائيلية قرب نابلس، في وقت يواصل الجيش حصاره لبلدة المغير لليوم ال 19 على التوالي. كما ذكرت مصادر فلسطينية، أن القوات الإسرائيلية اقتحمت بلدة بيت فوريك، وسط إطلاق للرصاص وقنابل الصوت والغاز السام، بالتزامن مع خروج الطلبة من مدارسهم.
من جهة أخرى، حذرت جهات فلسطينية من مخططات إسرائيلية للاستيلاء على نحو نصف مليون دونم من أراضي الضفة الغربية، والتي تصنف فلسطينياً بمناطق محميات طبيعية. وقالت مصادر فلسطينية إن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، تمارس سياسة الضم الزاحف والصامت، للتحايل على المجتمع الدولي بشأن أطماعها العدوانية التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في حزيران 1967. وذكرت المصادر أن الجديد في سياسة الضم الزاحف بصمت هو تطبيق القوانين الإسرائيلية على المحميات الطبيعية في الضفة، كمشروع مطروح من أحزاب الائتلاف الحاكم على جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية، والتي بدأت تبحث ضم نصف مليون دونم مما تسميه «أراضي دولة» في الضفة الغربية، ضمن مشروع ما يسمى «المحميات الطبيعية». وأشارت إلى أن محمية «عين العوجا» في محافظة أريحا والأغوار، تمتد على مساحة 22 ألف دونم هي إحدى أكبر المحميات الطبيعية الفلسطينية، والتي استولت عليها السلطات الإسرائيلية في مايو العام الماضي، بأمر عسكري وأعلنتها محمية طبيعية، غير بعيدة عن الزحف الاستيطاني في الأغوار الفلسطينية. كما تحدثت عن منطقة «وادي قانا» في محافظة سلفيت، وهي الأخرى محمية طبيعية على درجة عالية من الأهمية، ولكنها تقع ضمن دائرة استهداف الاستيطان والمستوطنين.
على الصعيد الميداني في الضفة الغربية، شنت القوات الإسرائيلية حملة مداهمات واقتحامات لمناطق مختلفة بالضفة، تخللتها مواجهات واعتقالات في بعض المناطق. وشملت الاقتحامات اعتقالات في بلدة تقوع قضاء بيت لحم، وقرية النبي صالح قضاء رام الله، بينما أصيب عامل فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية قرب الجدار الفاصل المقام على أراضي قلقيلية. ودانت الخارجية الفلسطينية انتهاكات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وعدتها في بيان تكريساً لشريعة الغاب بدل القانون الدولي. (وكالات)