احتدمت الاشتباكات في عدة مناطق بالعاصمة السودانية الخرطوم، ودارفور (غرب)، أمس الأحد، بعد انتهاء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه السعودية والولايات المتحدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما أعلن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، الإقليم منطقة منكوبة، جراء استمرار أعمال النهب والقتل، مطالباً بإرسال المواد التموينية عبر جميع الحدود لتفادي المزيد من المعاناة.
وأفادت مصادر في الخرطوم بتجدد الاشتباكات العنيفة بالمدفعية الثقيلة بين الجيش والدعم السريع بضاحية كافوري في الخرطوم بحري وتبادل كثيف لإطلاق النار بين الطرفين.
وأشارت إلى سماع دوي انفجارات عنيفة جراء قصف مدفعي في أحياء بشمال بحري وجنوب الخرطوم، وسط تحليق لطائرات الاستطلاع الحربي شمال الخرطوم، بينما فاقمت المعارك المستمرة حدة أزمة المياه التي تعيشها بعض مناطق وأحياء مدينة أم درمان.
إسقاط طائرة
وأعلنت قوات الدعم السريع أمس الأحد أنها أسقطت طائرة من طراز (ميج) تابعة لقوات الجيش، في منطقة بحري.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات الدعم السريع، إن «طيران الجيش هاجم صباح أمس مواقع تمركز لقوات الدعم في منطقة بحري»، مشيراً إلى أن قواته تصدت لهم وأسقطت طائرة «ميغ».
إطلاق الرصاص ودوي المدافع الثقيلة أوقع أضرارا بالغة بمنازل المواطنين والمنشآت الحيوية، وأشار سكان إلى وقوع اشتباكات من بينها قصف جوي ومدفعي في جنوب الخرطوم والمناطق الشمالية للمدينتين المجاورتين أم درمان وبحري، وكذلك منطقة شرق النيل في الجانب الشرقي من البلاد.
في ظل هذه الأوضاع، جددت قوي الحرية والتغيير دعوتها للقوات المسلحة والدعم السريع لاستئناف المفاوضات بينهما بغرض الوصول لوقف دائم ونهائي لإطلاق النار والتقيد الصارم بشروط الهدن.
وبعد مرور خمسين يوماً من القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، باتت الأوضاع المعقدة التي تعيشها الخرطوم أكثر خطورة وانفلاتاً مع انعدام شبه تام للخدمات الضرورية والممرات الإنسانية.
وتحولت العاصمة السودانية الى مشهد كبير من الدمار والخراب والقتل اليومي وسط تبادل كثيف لإطلاق النيران والقصف في عديد من الأحياء سيما جنوب الخرطوم وغرب أم درمان.وخارج العاصمة، تجددت الاشتباكات في إقليم دارفور، بين الجيش والدعم السريع، لاسيما في مدينة كتم بولاية شمال دارفور.
فيما أكدت القوات المسلحة في بيان مقتضب، أمس، أن كل ما تردد عن سقوط كتم في أيدي المتمردين، عار عن الصحة، بينما ارتفع عدد القتلى في المدينة التي تبعد 65 كلم شمال الفاشر، إلى 40 جلهم من المدنيين. وأعلن حاكم دارفور، مني أركو مناوي، الإقليم منطقة منكوبة مع استمرار أعمال «النهب والقتل».
انتهاكات فظيعة
وكتب مناوي في تغريدة عبر «تويتر» قال فيها: «في الوقت الذي نسعى فيه لحماية المدنيين ومحاربة الجريمة ضمن الإمكانات الشحيحة المتوافرة لدينا، أبت الأيدي الآثمة إلا أن تواصل ارتكاب الجرائم ضد المواطن في الإقليم، فاليوم يتعرض الإنسان في مدينة كتم لانتهاكات فظيعة كما يحدث في الجنينة».
وتابع: «أدين بأشد العبارات أعمال النهب والقتل التي طالت ومازالت تجري في المدينة المنكوبة كتم ومعسكر كساب ومدينة نيالا منذ أمس الأول (السبت) حتى الآن، بهذا نعلن دارفور منطقة منكوبة ونطالب العالم بإرسال المساعدات الإنسانية عبر جميع الحدود وبكل الوسائل المتاحة لإنقاذ الإنسان في الإقليم المنكوب».
وأشارت مصادر سودانية إلى معدل وفاة شخصين إلى 3 يومياً في الجنينة، بسبب انهيار القطاع الصحي والأوضاع الإنسانية الصعبة.
عزل 36 مدينة وبلدة
وتسببت الحرب في عزل أكثر من 36 مدينة وبلدة في دارفور عن العالم بعد خروج شبكات الاتصال عن التغطية، وانقطعت الاتصالات في عدد من المدن في ٳقليم دارفور، بعد خروج ولايات غرب ووسط دارفور بأكملها عن تغطية الاتصالات بجانب مدن من ولايات أخرى، بحسب شهادات من مواطني المدينة. فقد اندلع قتال دام في مدينة الجنينة والفاشر وزالنجي وغيرها من المناطق في الإقليم خلال الأسابيع والأيام الماضية.
وتسبب الصراع المستمر منذ سبعة أسابيع في نزوح ما يقرب من 1.2 مليون شخص داخل البلاد وفرار 400 ألف آخرين إلى البلدان المجاورة.
وكانت السفارة الأمريكية حذرت في بيان لها أمس الأول السبت من أن القتال الدائر بين القوات المسلحة والدعم السريع يهدد الشعب السوداني باحتمال نشوب «صراع طويل الأمد ومعاناة واسعة النطاق على أيدي قوات الأمن التي تتمثل مهمتها في حماية مواطنيها – وليس تعريضهم للخطر». (وكالات)