الخليج – متابعات
بعد أن تقدم نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس بترشيحه إلى البيت الأبيض الاثنين، وفقاً لوثائق أصدرتها لجنة الانتخابات الفيدرالية، سيتعين عليه التحضير جيداً لمواجهة شرسة للغاية مع (صديق الأمس) الرئيس السابق دونالد ترامب، في الانتخابات التمهيدية الجمهورية عام 2024، والتي سيخرج منها شخص واحد فائزاً استعداداً لمواجهة منافس آخر من الحزب الديمقراطي هو حتى الآن الرئيس الحالي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، والذي أعلن عزمه الترشح لولاية رئاسية ثانية. وتشير تقارير إلى أنه إذا تراجع بايدن عن ترشحه، فإن نائبته كامالا هاريس قد تكون أقرب المرشحين عن الحزب الديمقراطي.
وينضم الجمهوري مايك بنس، المحافظ والمعارض الشرس للإجهاض، إلى لائحة مرشحين جمهوريين يقدر عددهم بعشرة، وجميعهم حالياً يعدون بعيدين كل البعد عن الرئيس السابق في استطلاعات الرأي؛ حيث إن استطلاعات الرأي تشير إلى أن ترامب ما زال الأقوى بين جميع المرشحين حتى الآن من الحزب الجمهوري. وقد تنحسر المنافسة والصراع بين أصدقاء الأمس (الرئيس ترامب ونائبه بنس).
وسيطلق بنس، نائب الرئيس رقم 48 في البلاد خلال حقبة ترامب، حملته الرسمية لترشيح الحزب الجمهوري بمقطع مصور وتجمع انتخابي في مدينة دي موين، بولاية أيوا، الأربعاء، الذي يوافق عيد ميلاده ال 64، وفقاً لأشخاص مطلعين على خططه.
ترامب الأقوى
وذكرت شبكة «سي إن إن» ووسائل إعلام أخرى أن بنس البالغ 63 عاماً سيطلق حملته الرئاسية في 7 يونيو/ حزيران بخطاب في ولاية آيوا الواقعة في الغرب الأوسط.
ساعد بنس دونالد ترامب في جذب اليمين الديني من خلال كونه نائبه في الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2016.
بعد سنوات من الولاء الثابت، غيّر موقفه بعد الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من كانون الثاني/ يناير 2021.
يومها ترأس بنس بصفته نائباً للرئيس، جلسة الكونغرس التي كان على النواب المصادقة خلالها على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2020. وعلى الرغم من أن دوره كان بروتوكولياً بحتاً، فإن دونالد ترامب طلب منه أن يرفض المصادقة على انتخاب بايدن.
رفض حاكم ولاية إنديانا السابق هذا الطلب، وعاداه أنصار ترامب لهذا السبب. عند اقتحام مبنى الكابيتول دعا البعض «لشنق» مايك بنس الذي اضطر للاختباء على عجل، بحسب «فرانس برس».
ومنذ ذلك الوقت اعتبر أن تصريحات الرئيس «لم تكن مسؤولة» و«عرّضت حياته للخطر».
قطيعة
وتقوض القطيعة بين الرجلين فرص مايك بنس الذي لا يزال العديد من الناشطين الموالين لدونالد ترامب يعدونه «خائناً». وحصل بنس على 3.8% من نوايا التصويت بعيداً عن الرئيس السابق (53.2%) وفقاً لمتوسط استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجراها موقع «ريل كلير بوليتيكس».
كما يتقدم عليه حاكم فلوريدا رون ديسانتيس (22.4%) الذي يراهن أيضاً على خطاب محافظ للغاية، لكن بنبرة أكثر هجومية، وكذلك السفيرة السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي (4.4%).
لكنه يحضر لترشحه منذ أشهر، بعد إصدار كتاب بعنوان «ليكن الله في عوني» تنقل بنس في البلاد، وكثف خطاباته في الولايات التي يمكن أن تحدث فرقاً في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
وكان ترامب البالغ 76 عاماً أعلن في نوفمبر/ تشرين الثاني أنه يعتزم الترشح للرئاسة للمرة الثالثة، وهو الأوفر حظاً لنيل بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري.
المنافسة شرسة
دخل حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس البالغ 44 عاماً في السباق الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن ينضم إلى السباق الأسبوع المقبل جمهوري آخر بارز هو حاكم نيوجيرسي السابق كريس كريستي.
بينما تسعى نيكي هايلي، الحاكمة السابقة لساوث كارولاينا، وأول سفيرة عينها ترمب لدى الأمم المتحدة، للحصول على بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري، ويشاركها نفس المسعى عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كارولينا الجنوبية تيم سكوت.
وينظر إلى ديسانتيس منذ فترة طويلة على أنه المنافس الأكثر جدية لترامب، وقد نأى بنفسه عن الرئيس السابق على الرغم من تبنيه نفس أجندته الشعبوية التي تتلخص في شعار «أمريكا أولاً».
وكان كريستي مقرباً من ترامب، لكنه انتقده بشدة على خلفية هجوم يناير/ كانون الثاني 2021 على مبنى الكابيتول، ورفض الإقرار بهزيمته في انتخابات 2020 أمام الديمقراطي جو بايدن.
وبعد سنوات من الولاء الراسخ لترامب، أصيب بنس بصدمة عندما هدد حشد من أنصار ترامب حياته أثناء هجومهم على مقر الكونغرس.
معركة مبكرة
فيما يقود ترامب معركة مبكرة من أجل الترشيح، مع احتلال حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي، يرى مؤيدو بنس مساراً لمحافظ موثوق به يتبنى العديد من سياسات الإدارة السابقة لكن من دون اضطرابات مستمرة.
وسيكون ترشيح بنس بمنزلة عودة إلى المواقف التي طالما ارتبطت بالحزب الجمهوري، والتي تم التخلي عنها عندما أعاد ترامب تشكيل الحزب بشكل مختلف عما كان من قبل.
أكد بنس أن التغييرات في برامج الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، مثل رفع سن التأهيل، يجب أن تطرح على الطاولة للمحافظة على قدرة البرامج، وهو ما عارضه ترامب.
وأمضى بنس، الذي يصف نفسه بأنه «مسيحي ومحافظ وجمهوري» بهذا الترتيب شهوراً في وضع الأساس لجولة متوقعة، وعقد مؤتمرات انتخابية في ولايات الاقتراع المبكرة مثل آيوا وكارولينا الجنوبية ونيو هامبشاير، كما قام بزيارة الكنائس، وإلقاء الخطب السياسية.
الحزب الديمقراطي.. بايدن وهاريس
وعلى الجانب الآخر (الحزب الديمقراطي) أعلن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن في إبريل/ نيسان ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2024 ليصبح بعمر الثمانين أكبر مرشح يخوض حملة جديدة إلى البيت الأبيض.
وغرد بايدن على تويتر قائلاً: «كل جيل لديه لحظة يتعين عليه فيها الدفاع عن الديمقراطية.. الدفاع عن حرياته الأساسية.. أعتقد أن هذه لحظتنا. هذا سبب ترشيحي لإعادة انتخابي رئيساً للولايات المتحدة. انضموا إلينا، فلننجز المهمة»، مرفقاً تصريحاته بتسجيل فيديو.
ويعد بايدن الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة، وقد تراجعت شعبيته في الآونة الأخيرة، وباتت تقدر عند حدود 40 في المئة أو ربما أكثر بقليل. وتُظهر استطلاعات الرأي أن أغلب الديمقراطيين يريدون من حزبهم ترشيح شخص آخر غير بايدن، بحسب «بي بي سي».
وقد يمثل ذلك فرصة لجيل من الشباب الليبراليين، وربما لن يستفيد أحد من عدول الرئيس بايدن عن قراره الترشح للانتخابات الرئاسية أكثر من نائبته كامالا هاريس.
المدعية العامة السابقة التي كانت عضوة في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، والبالغة من العمر 58 عاماً، حطمت الكثير من القوالب حين أصبحت «أول امرأة ذات بشرة السوداء ومن أصول آسيوية» تشغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة.
في العام الماضي، شغلت منصب القائم بأعمال الرئيس لفترة وجيزة؛ وذلك خلال ال85 دقيقة التي استغرقها خضوع بايدن لفحص القولون بالمنظار، لكن قد تكون تلك الفترة المقتضبة هي أبعد ما يمكن أن تصل إليه هاريس، التي يبدو أن شعبيتها أقل من شعبية بايدن نفسه. وفقاً ل «بي بي سي».
منذ توليها المنصب، تم تكليفها ببعض أصعب الملفات في الإدارة الأمريكية، بما في ذلك ملف الهجرة وأمن الحدود، خاصة بعد ازدياد معدلات تدفق المهاجرين على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.