الخرطوم – (رويترز)
قال مواطنون سودانيون الأربعاء إن الجيش السوداني يقاتل دفاعاً عن مجمع صناعي عسكري يُعتقد أنه يحتوي على مخزونات كبيرة من الأسلحة والذخيرة في جنوب الخرطوم، بالقرب من مستودعات للوقود والغاز معرضة لخطر الانفجار.
وقال شهود إن «قوات الدعم السريع هاجمت المنطقة التي تضم مجمع اليرموك في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء قبل أن تنسحب بعد قتال عنيف». واستمر دوي الاشتباكات صباح الأربعاء.
وسرعان ما سيطرت قوات الدعم السريع على مساحات من العاصمة بعد اندلاع الصراع في الخرطوم في 15 إبريل/ نيسان. ولم تنجح ضربات الجيش الجوية ولا المدفعية في منع تلك السيطرة، لكن مع استمرار القتال من المحتمل أن تواجه قوات الدعم السريع تحدياً لإعادة ملء مخزونها من الذخيرة والوقود، بحسب «رويترز».
واحتدم القتال في المدن الثلاث التي تشكل العاصمة الكبرى، الخرطوم وبحري وأم درمان، منذ انتهاء وقف إطلاق نار استمر 12 يوماً رسمياً في الثالث من يونيو/ حزيران بعد انتهاكه بشكل متكرر.
وقال نادر يوسف، الذي يسكن بالقرب من اليرموك، لرويترز عبر الهاتف «منذ أمس اندلعت معركة عنيفة شهدت استخدام الطائرات والمدفعية واشتباكات على الأرض وتصاعد أعمدة الدخان».
وأوضح أنه نظراً لقرب مستودعات الوقود والغاز فإن «أي انفجار يمكن أن يدمر السكان والمنطقة بأكملها».
بث الصراع الفوضى في العاصمة وفجر موجات جديدة من العنف في إقليم دارفور غرب البلاد الذي يعاني الاضطرابات بالفعل منذ فترة طويلة، وتسبب في نزوح أكثر من 1.9 مليون شخص.
وانهارت معظم الخدمات الصحية، كما تنقطع إمدادات الكهرباء والمياه كثيراً، وتنتشر أعمال النهب.
وقال «نشطاء» في بحري إن كثيرين نزحوا عن ديارهم نتيجة انقطاع المياه المتكرر لأكثر من 50 يوماً، ليجدوا أنفسهم في مواجهة نيران الحرب أثناء بحثهم عن المياه.
ونزح أكثر من 1.428 مليون شخص من ديارهم داخل السودان، بينما فرّ 476800 آخرون إلى بلدان مجاورة يعاني معظمها بالفعل الفقر والصراعات الداخلية، وفقاً لتقديرات نشرتها المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء.
وسجلت وزارة الصحة السودانية مقتل ما لا يقل عن 780 مدنياً نتيجة الصراع. وقُتل مئات آخرون في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور. ويقول المسؤولون الطبيون إن «هناك عدداً كبيراً من الجثث لم يتم جمعها بعد أو تسجيلها».