الرياض – (أ ف ب)
شدّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس من الرياض على أن واشنطن لا تخيّر أحداً بينها وبين بكين.
وفي ختام زيارة للسعودية استمرّت ثلاثة أيام وهدفت إلى تعزيز العلاقات مع المملكة، قال بلينكن: “إننا لا نطلب من أحد الاختيار بين الولايات المتحدة والصين”. مضيفاً: “نحاول ببساطة إظهار فوائد شراكتنا والأجندة المتوافق عليها التي نقدمها”.
من جانبه، قلّل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان من أهمّية التحليلات التي تفيد بأن بلاده تتقرّب من بكين على حساب العلاقة مع واشنطن. وقال: “لا يزال لدينا شراكة أمنية قوية مع الولايات المتحدة يتم تجديدها بشكل يومي تقريباً”. رغم ترجيحه تنامي التعاون مع الصين.
وأضاف بن فرحان: “نحن جميعاً قادرون على إقامة شراكات والتزامات متعددة”.
300 مليون دولار
جاءت تصريحات الوزيرين في ختام اجتماع وزاري للتحالف الدولي ضدّ تنظيم “داعش” الإرهابي.
وكان هدف الاجتماع جمع 601 مليون دولار لتمويل صندوق مخصص لإرساء الاستقرار في العراق وسوريا. وقد تمّ جمع 300 مليون دولار حتى الآن وفق ما جاء في بيان مشترك.
وتعهّدت الولايات المتحدة بتخصيص 148 مليون دولار لهذا الصندوق.
من جانبها، أعلنت وزير الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أمام أعضاء التحالف الذي يضمّ 86 دولةً أن بلادها ستقدّم هذا العام نحو 93 مليون دولار لدعم الأعمال الإنسانية والاستقرار في العراق وسوريا.
كذلك، أعلنت بريطانيا العضو في التحالف الذي تأسس عام 2014 لمكافحة التنظيم أنها ستقدّم نحو 109 ملايين دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، وفق بيان لوزارة الخارجية. ويترافق ذلك مع تخصيص 19,9 مليون دولار في العامين المقبلين، “للحاجات الإنسانية الملحّة” في سوريا.
مخيم الهول
وفي مستهلّ الاجتماع، دعت واشنطن والرياض الدول الغربية إلى استعادة مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي وأفراد عائلاتهم المحتجزين في هذين البلدين.
واعتبر بن فرحان أنه “أمر مخيب للآمال وغير مقبول إطلاقاً” أن بعض الدول الغنية والمتطوّرة لم تستعد مواطنيها بعد.
يُحتجز عشرات آلاف الأشخاص بينهم أفراد عائلات إرهابيين من أكثر من 60 جنسية، في مخيّمَي الهول وروج في شمال شرق سوريا اللذين يديرهما الأكراد، وفي سجون عراقية.
ولم تستعد غالبية الدول مواطنيها. وقد تسلمت دول قليلة عدداً كبيراً من مواطنيها فيما اكتفت أخرى -خصوصاً الأوروبية- باستعادة عدد محدود من النساء والأطفال.
وقال بلينكن: “إن الإخفاق في استعادة المقاتلين الأجانب قد يؤدي بهم إلى حمل السلاح مرة أخرى”.