أعلنت روسيا أمس أن قواتها صدت هجوماً أوكرانياً في منطقة زابوريجيا، وكبدت العدو خلال ساعتين 30 دبابة و350 جندياً، في وقت غمرت مياه الفيضان الناجمة عن تدمير سد كاخوفكا 600 كيلومتر مربع من المنطقة، وتحدثت السلطات الروسية عن خمسة قتلى، واتهمت الجيش الأوكراني باستهداف المسعفين والمنقذين الروس، وقالت كييف إنها قد تخسر ملايين الأطنان من المحاصيل بسبب تدمير السد، بينما دعا الرئيس الأوكراني منظمات الإغاثة لتقديم المساعدة للمتضررين.
معركة الساعتين
أعلنت روسيا الخميس، صدّ هجوم للقوات الأوكرانية شارك فيه 1500 جندي و150 مركبة مدرعة في منطقة زابوريجيا، بعد معركة استمرت ساعتين.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن القوات الروسية تمكنت من صد محاولات اختراق دفاعاتنا من قبل القوات الأوكرانية ليلة الأربعاء/الخميس في محور زابوريجيا وتم تكبيدهم خسائر فادحة.
وجاء في بيان الوزير: « تم رصد العدو في الوقت المناسب وتم توجيه ضربة استباقية بالمدفعية والطيران والأسلحة المضادة للدبابات».
وأضاف شويغو أنه تم إيقاف القوات الأوكرانية في جميع الاتجاهات الأربعة، وتراجعت مع خسائر فادحة.
وأضاف أنه خلال ال24 ساعة الماضية، جراء الاشتباكات الدائرة، تم تصفية 945 مسلحاً و33 دبابة و28 عربة قتال مشاة و38 عربة قتال مصفحة و3 منصات مدفعية ذاتية الدفع من طراز «كراب» وأسلحة أخرى.
ضحايا من الطرفين
قال مكتب المدعي العام الأوكراني الخميس إن شخصاً واحداً قتل وأصيب شخصان آخران، في خيرسون أثناء جهود الإجلاء في غمرة فيضانات هائلة.
وقالت الإدارة الموالية لروسيا في نوفا كاخوفكا، حيث يقع السد، «قضى خمسة أشخاص نتيجة كارثة محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية. ونقل 41 شخصاً إلى المستشفيات».
وأعلن رئيس المنطقة فلاديمير سالدو مقتل شخصين في قصف أوكراني على نقاط إجلاء للمدنيين من منطقة خيرسون.
وقال مسؤولون إن المياه غمرت 2629 منزلاً في المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا. وناشد بعض الأهالي عناصر الإنقاذ إعادتهم إلى شققهم لإنقاذ حيواناتهم الأليفة التي تركوها وحيدة. وأكدت السلطات الأوكرانية أن 30 من الأحياء السكنية غرقت بالمياه، 10 منها تقع في مناطق تسيطر عليها روسيا في الضفة الشرقية لنهر دنيبرو.
المياه تغمر 600 كم
قال أولكسندر بروكودين حاكم منطقة خيرسون الخميس إن المياه تغمر نحو 600 كيلومتر مربع من المنطقة الواقعة في جنوب أوكرانيا بعد تدمير السد. وقال بروكودين إن 68 بالمئة من الأراضي المغمورة بالمياه تقع على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو التي تسيطر عليها روسيا.
وأضاف أن «متوسط منسوب المياه» في منطقة خيرسون صباح الخميس بلغ 5.61 متر.
زيلينسكي يناشد
زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي الخميس، منطقة خيرسون ووجه انتقادات على وجه الخصوص للأمم المتحدة والصليب الأحمر وعبر عن «صدمته» ل«عدم تواجدهما في المكان» وأعلن الأمين العالم لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ إنه سيترأس اجتماعاً طارئاً لتنسيق عمليات الإغاثة من المقرر أن يشارك فيه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا.
بدورها أعلنت فرنسا عن إرسال مساعدات إلى أوكرانيا.
خسارة ملايين الأطنان من الحبوب
قالت وزارة الزراعة الأوكرانية الخميس إن أوكرانيا قد تفقد عدة ملايين من الأطنان من المحاصيل بسبب الفيضانات الناجمة عن تدمير سد كاخوفكا.
وقالت الوزارة في بيان «بدون مصدر لإمدادات المياه، من المستحيل زراعة الخضراوات. سنزرع الحبوب والبذور الزيتية باستخدام نموذج منخفض الغلة».
وذكرت الوزارة أن تدمير السد سيغرق عشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية في جنوب أوكرانيا ويمكن أن يحول ما لا يقل عن 500 ألف هكتار من الأراضي التي ستترك دون ري إلى «صحارى».
خطر الألغام
قال الصليب الأحمر إن الألغام التي اقتلعتها مياه الفيضان في اتجاه مجرى النهر من سد كاخوفكا عبر مساحات شاسعة من جنوب أوكرانيا قد تشكل خطراً جسيماً على المدنيين لعقود مقبلة.وجرفت المياه عدداً لا يحصى من الألغام الأرضية التي زرعت خلال الحرب المستمرة منذ 15 شهراً ولا أحد يعرف الآن مكانها، فربما ما زالت في حقول الألغام أو قد تكون عالقة في طين النهر أو في حقول وحدائق وطرق على مساحة شاسعة. وقال إريك تولفسن رئيس وحدة التلوث بالأسلحة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر «من قبل كنا نعرف أين توجد المخاطر. الآن لا نعرف. كل ما نعرفه هو أنها في مكان ما صوب المصب». وأضاف تولفسن «نشعر بالرعب عندما نشاهد الأخبار الواردة». (وكالات)
