وصل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أمس السبت، إلى كولومبوس، بجورجيا، في أول ظهور له بعد توجيه لائحة اتهام الصادرة ضده في قضية الوثائق السرية التي احتفظ بها في منزله بولاية فلوريدا، بعد مغادرته منصبه الرئاسي، فيما أكد المدعي الفيدرالي الخاص جاك سميث، أن القوانين في الولايات المتحدة تنطبق على الجميع. وعلى الرغم من صدور لائحة اتهام ضده تشمل نحو 37 قضية، صعّد ترامب حملته الانتخابية بحضور مؤتمرَين للجمهوريين في ولايتَي جورجيا وكارولاينا الشمالية. وفي خطاب أمام أنصاره، مساء أمس، تعهد ترامب بهزيمة جو بايدن الرئيس الحالي في الانتخابات العام المقبل، مضيفاً أنه لن يتوقف في الدفاع عن الشعب الأمريكي.
وقال ترامب: «الديمقراطيون يحاولون إلصاق تهمة الخيانة بي ولن ينجحوا»، مؤكداً أن التهم الموجهة له لن تمنعه من مواصلة الطريق إلى البيت الأبيض، متهماً الديمقراطيين بالتجسس على حملته الانتخابية. وأضاف أنه سيواجه الغش والتزوير في الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تواجه العديد من التهديدات حول العالم.
ويأتي تحرك ترامب إلى جورجيا وكارولاينا الشمالية، قبل مثوله المفترض أمام محكمة في ميامي الثلاثاء المقبل، في الجلسة الأولى في القضية. وبحسب لائحة الاتهام، تضمنت الوثائق «معلومات تتعلق بالقدرات الدفاعية وبالبرامج النووية الأمريكية». ويعاقب على التهم التي وجهها المدعي الخاص جاك سميث المكلف بالإشراف على التحقيق بشكل مستقل، بالسجن مدة تصل إلى 20 عاماً لكل منها. وعلق ترامب على شبكته «تروث سوشال» «هذه لم تعد أمريكا!»، مؤكداً أنه «لم يكن لديه يوماً أي شيء يخفيه».
ومن جانبه، أكد المدعي الفيدرالي الخاص جاك سميث، أن القوانين في الولايات المتحدة تنطبق على الجميع، وذلك بعد نشر 37 اتهاماً تستهدف الرئيس السابق دونالد ترامب أبرزها تعريض الأمن القومي للخطر.
وأوضح المدعي في مداخلة مقتضبة نقلت وقائعها مباشرة أن «دوائره تريد محاكمة سريعة». ووجه القضاء الفيدرالي اتهامات إلى ترامب في كيفية تعامله مع أرشيف البيت الأبيض، ما يشكل سابقة بالنسبة إلى رئيس أمريكي سابق. وأكد النائب في مجلس النواب الأمريكي، أندي بيغز، ضرورة وقوف الحزب الجمهوري إلى جانب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، والمطالبة بمحاكمة الرئيس الأمريكي جو بايدن وابنه هانتر. وأشار بيغز، الذي يمثل ولاية أريزونا، إلى أنه ينبغي على الحزب الجمهوري أن يدعم دونالد ترامب وأن يواجه مساعي الديمقراطيين. وأضاف أنه ينبغي للحزب الجمهوري أن يقوم بمحاكمة الأشخاص مثل هانتر وجو بايدن بناء على الأدلة الكثيرة المتاحة. وينفي ترامب، مزاعم ارتكاب مخالفات.
وصبيحة أحد أيام أغسطس 2022 داهم عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي دارة فخمة في بالم بيتش بحثاً عن صناديق تحتوي على وثائق بالغة السرية للبنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية في مكان مفتوح تقام فيه حفلات باستمرار. ويبدو أن رئيساً سابقاً اعتبر أن باستطاعته فعل ما يشاء بأسرار أمريكية وحتى الكشف عنها لمسؤولين أجانب. وبالنسبة لمؤيديه، فإن قضية دونالد ترامب والوثائق السرية مسألة سياسية: انتقام الرئيس جو بايدن من منافسه السابق والمقبل على البيت الأبيض. لكن بالنسبة لواشنطن المهووسة بالأسرار، فإن احتمال فقدان السيطرة على معلومات بالغة السرية يمثل كابوساً يتطلب إسكات ترامب. (وكالات)