طالب رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، الدول العربية بأن يكون لها دور أكبر بكثير في حل الأزمة السودانية، حتى لا تتفاقم الأزمة أكثر مما هي عليه اليوم، وحث على عدم ترك هذه الأزمة رهينة للتدخلات الخارجية، فيما شارك أعضاء مجموعة المجلس الوطني الاتحادي في البرلمان العربي، في الجلسة الخامسة للبرلمان العربي التي عقدت أمس السبت، في الجامعة العربية بالقاهرة. وتضم مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية كلاً من: محمد أحمد اليماحي رئيس المجموعة، عضو لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي، وناعمة عبدالله الشرهان النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، نائب رئيس المجموعة، عضو لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب، وأحمد حمد بوشهاب عضو لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية، وشذى سعيد النقبي نائب رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان.
وقال العسومي، خلال كلمته أمس، أمام أعمال الجلسة العامة الخامسة: «إننا لا نريد أن تنضم الأزمة السودانية، إلى قائمة الأزمات العربية التي تتدخل فيها القوى الإقليمية والدولية، ويقف الأمر عند إرسال مبعوث أممي أو دولي، فهذه دولنا وتلك قضايانا، ونحن العرب أولى بأن نتحِد جميعاً؛ لكي نصل إلى حل يحقن دماء السودانيين، ويحافظ على وحدة التراب السوداني، ووحدة الجيش السوداني، ومقدرات شعبه العزيز، وسلطته الشرعية».
دعم ثابت للقضية الفلسطينية
وحول تطورات القضية الفلسطينية، أكد العسومي الدعم الثابت والدائم للقضية الفلسطينية، بوصفها قضية العرب المركزية والأولى، معرباً عن إدانة البرلمان العربي للممارسات الاستفزازية التي تقوم بها إسرائيل، وخاصة استكمال مخططاتها الاستيطانية ومحاولاتها تهويد مدينة القدس المحتلة، وهدمها للمنازل واعتداءاتها المتكررة ضد المدنيين.
وأكد أن جميع هذه الممارسات، تمثل تحدياً سافراً للمجتمع الدولي، الذي يجب أن يتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية لوقف هذه الانتهاكات، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتمكينه من حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
وفي ما يتعلق بالأوضاع في اليمن، أشاد العسومي بالمساعي العربية المبذولة لاستمرار الهدنة، بما يمهد الطريق للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وبما يُفسح المجال أمام جهود التسوية السياسية النهائية والشاملة للأزمة، مشيداً بإعلان الأمم المتحدة بدء عملية تفريغ خزان «صافر» المتهالك، ما سيسهم في تجنيب المنطقة كارثة بيئية كبيرة.
كما أشاد العسومي في كلمته بمخرجات القمة العربية، التي انعقدت بمدينة جدّة في السعودية تحت شعار «التجديد والتغيير»، معتبراً أنها شكّلت منعطفاً مهماً في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك، ومثمناً الجهود الحثيثة التي قامت بها المملكة من أجل توفير كافة عوامل النجاح للقمة، تحت القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجهود الأمير محمد بن سلمان آل سعود، من أجل تعزيز التعاون العربي.
ورحّب أيضاً بعودة سوريا إلى حاضنتها العربية، معرباً عن تطلعه إلى أن يُشكل هذا التطور «مرحلة مِفصلية» تجاه حل الأزمة السورية بشكل نهائي، ما يُنهي معاناة الشعب السوري التي دامت 12 عاماً، كما أعرب عن التهنئة لأعضاء مجلس الشعب السوري الأربعة الذين أدوا اليمين الدستورية كأعضاء في البرلمان العربي بعد عودة التمثيل السوري في البرلمان.
مكافحة العنف الأسري
واعتمدت الجلسة تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب، الذي تضمن توصيات حول إنشاء صندوق لدعم اللغة العربية في الدول العربية الأقل نمواً، ومشروع القانون الاسترشادي لمكافحة العنف الأسري، وتقرير الحالة الاجتماعية في العالم العربي لعام 2022، ومذكرة حول مدى الحاجة إلى إعداد قانون استرشادي عربي لمكافحة التنمر؛ حيث إن التنمر جريمة معقدة، وتحتاج إلى تعاون كافة الجهات في ظل انتشارها السريع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وناقشت الجلسة مشروع خارطة طريق برلمانية عربية لمكافحة عمالة الأطفال في المنطقة العربية بحلول عام 2026، كما تم بحث رؤية البرلمان العربي، لمعالجة التداعيات السلبية للكوارث الطبيعية على حقوق الإنسان في العالم العربي. (وكالات)