تجددت في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الأحد، الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع وذلك بعد عشر دقائق فقط من انتهاء هدنة الساعات الأربع والعشرين المعلن عنها أمس الأول السبت، فيما قال شهود عيان إن مدينة الأبيض، حاضرة ولاية شمال كردفان، تعاني أوضاعاً إنسانية صعبة إثر الحصار المفروض عليها من قوات «الدعم السريع»، في حين قالت نقابة أطباء السودان، في بيان أمس الأحد، إن الجنينة، مركز ولاية غرب دارفور، تشهد منذ 20 إبريل الماضي هجمات متتالية خلَّفت مئات القتلى والجرحى وآلاف النازحين من منازلهم.
وأفاق سكان الخرطوم أمس على تجدد الواقع الذي يعيشونه منذ قرابة شهرين، مع استئناف المعارك بعيد انتهاء هدنة اليوم الواحد، والتي وفقاً لشهود احترمت بشكل أفضل من سابقاتها.
وشملت الاشتباكات مدن العاصمة الثلاث، وهي الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري؛ وتركزت أكثر حول المناطق السكنية والجسور الرئيسية.
وأكد شهود عيان، سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين في أحياء عديدة بجنوب ووسط الخرطوم ومنطقة شرق النيل بعد انفجارات قوية هزت تلك المناطق.
وتحدث الشهود في أنحاء مختلفة من الخرطوم، عن «قصف بالطيران واشتباكات» في شرقها، و«قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة» في العاصمة وأم درمان، واشتباكات «بمختلف أنواع الأسلحة» في شارع الهواء بجنوب الخرطوم.
وأضافوا أن الطيران العسكري قصف تجمعات ل«الدعم السريع» في شارع الغابة وسط الخرطوم وأم درمان وأجزاء واسعة من مدينة بحري .
كما اندلعت اشتباكات في أحياء المزدلفة والمايقوما و«شارع واحد» بمنطقة الحاج يوسف ، إضافة إلى مناطق شمالي بحري، وتحديداً أحياء الحلفايا والكدرو والسامراب.
وأفاد الشهود كذلك باندلاع اشتباكات في محيط مصنع اليرموك للذخائر والمدينة الرياضية وحيي الأزهري والسلمة .
وبحسب نقابة الأطباء ، تشهد مدينة الجنينة، مركز ولاية غرب دارفور منذ 20 إبريل الماضي هجمات متتالية خلَّفت مئات القتلى والجرحى وآلاف النازحين.
وأفادت النقابة ب«انهيار المنظومة الصحية والخدمات المدنية وخروج المنظمات الإنسانية عن الخدمة ومغادرتها الولاية لتتحول الجنينة إلى مدينة أشباح ليس فيها سوى رائحة الموت».
شح في المواد الغذائية
وقال شهود عيان إن مدينة الأبيض، حاضرة ولاية شمال كردفان، تعاني أوضاعاً إنسانية صعبة إثر الحصار المفروض عليها من قوات «الدعم السريع».
وأوضحوا أن المدينة تعاني انقطاعاً دائماً للكهرباء والمياه وشحاً في المواد الغذائية، ويوجد نقص حاد في الكوادر الطبية والإمداد الدوائي في مستشفى المدينة، حيث يفترش المرضى الأرض.
الإبلاغ عن حالات الفقدان
إلى ذلك، قالت المتحدثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إيمان طرابلسي، إن فِرق الحماية التابعة للجنة في السودان تستقبل اتصالات دائمة للإبلاغ عن حالات فقدان واختفاء لأفراد في العائلات السودانية، وذلك منذ بدء المعارك في15 إبريل.
وقالت طرابلسي في حديث لشبكة «بي بي سي» إن البلاغات «لم تتوقف وهي مستمرة مع مرور كل يوم».
وأوضحت أن عمليات البحث عن المفقودين المبلغ عنهم مستمرة، لكنها تواجه الكثير من العقبات، ومن أبرزها استمرار الاقتتال الذي يعيق عمليات التقصي، إضافة إلى شح الإمكانيات والموارد الطبية التي تعيق عمليات التعرف الى الجثامين أو انتشالها.(وكالات)