كييف – وكالات
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الاثنين، صد جميع الهجمات المضادة التي نفذتها القوات الأوكرانية في دونيتسك، وتدمير مواقع عسكرية عبر أسلحة عالية الدقة أطلقت من البحر، في وقت لا تزال المكاسب الأوكرانية من الهجوم المضاد متواضعة، بعد إعلان كييف السيطرة على قرية رابعة من القوات الروسية.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيانها اليومي، أن قواتها صدت ثلاث هجمات مضادة من اتجاه فيليكا نوفوسيلكا في دونيتسك ومنطقة زاباروجيا، وتمت تصفية أكثر من 250 مسلحاً، كما تم استهداف عدد من الألوية الأوكرانية في دونيتسك، وزاباروجيا،
وتدمير مدفع ذاتي الدفع من طراز أكاتسيا، ومدافع هاوتزر.
وأشارت الوزارة إلى أن منطقة ماريينكا وأفدييفكا شهدتا اشتباكات عنيفة تم خلالها صد الهجمات، وتصفية 140 مسلحاً أوكرانياً وتدمير مدافع. كما تم إحباط أنشطة مجموعة استطلاع أوكرانية في لوغانسك، وتصفية أكثر من 35 مسلحاً بحسب البيان.
ونجحت الهجمات الروسية في تدمير عتاد عسكري قرب قرية تورسكوي في دونيتسك. وفي خيرسون، قتل 15 مسلحاً أوكرانياً، ودمرت مدافع هاوتزر. كما أكدت الوزارة اعتراض صواريخ تكتيكية وتدمير 8 مسيّرات أوكرانية.
وكانت أوكرانيا، أعلنت، الاثنين، أن قواتها استعادت السيطرة على قرية رابعة من القوات الروسية في جنوب شرق البلاد؛ وذلك بعد يوم من الإعلان عن تحقيق أول مكاسب صغيرة للهجوم المضاد الذي طال انتظاره.
وقالت كييف، الأحد، إن قواتها حررت قرى هي بلاهوداتني ونسكوتشني وماكاريفكا. وأظهر مقطع فيديو، الاثنين، جنوداً يرفعون العلم الأوكراني في قرية ستوروجيف. ووجه وزير الدفاع الشكر لأحد ألوية الجيش بعد استعادته للقرية.
وتمثل استعادة أوكرانيا للقرى الأربع في غضون أيام، أسرع تقدم تحرزه منذ سبعة أشهر، لكنها لا تعد اختراقاً كبيراً للخطوط الروسية.
ويمنح التقدم الذي أعلنته كييف خمسة كيلومترات فقط للقوات الأوكرانية، التي لا يزال أمامها نحو 90 كيلومتراً للوصول إلى ساحل بحر آزوف وقطع «الجسر البري» الروسي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو.
وتعتمد أوكرانيا في هجومها المضاد على أسلحة بعشرات المليارات من الدولارات، وتدريبات ومعلومات استخباراتية تلقتها من الغرب، إلى جانب الصمود في ساحة القتال والذكاء التكتيكي.
كما تدرك أنه قد يتعين عليها تحقيق تقدم كبير خلال الصيف للمحافظة على نفس المستوى من الدعم الغربي العسكري والمالي والمعنوي.
وذكرت هيئة الأركان الأوكرانية، أن قواتها شاركت في أكثر من 20 معركة عنيفة في الساعات ال 24 الماضية على الجبهة الشرقية قرب باخموت وإلى الجنوب قرب أفدييفكا ومارينكا، وهي بلدات تقع في دونيتسك، وكذلك شمالاً قرب بيلوهوريفكا في منطقة لوغانسك.
ولم تعترف موسكو بعد بأي تقدم أوكراني، وقالت، الأسبوع الماضي، إنها صدت هجمات، وكبدت القوات الأوكرانية خسائر فادحة. وانتشرت لقطات لم يتم التحقق من صحتها على مواقع التواصل الاجتماعي لمدرعات أمريكية وألمانية مدمرة.
وأشار بعض المدونين العسكريين الروس البارزين إلى استمرار القتال للسيطرة على ماكاريفكا.
ومن السابق لأوانه بالتأكيد، استخلاص استنتاجات حول مصير الهجوم المضاد من المناوشات المبكرة التي ربما تختبر الدفاعات الروسية ولا تسعى إلى تحقيق تقدم كبير.
وقال معهد دراسات الحرب الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً، إن أوكرانيا تجرب «عملية تكتيكية بالغة الصعوبة -هجوم مباشر على مواقع دفاعية مجهزة، يزداد تعقيداً في غياب التفوق الجوي- ولا ينبغي التكهن بجميع العمليات الأوكرانية من خلال استنباط الهجمات الأولية».
وكتب بن هودجز وهو قائد سابق في القوات الأمريكية في أوروبا، أنه يتوقع أن يشمل الهجوم عندما يحدث عدة مئات من الدبابات وعربات المشاة القتالية. وأضاف في مقال له، أن الهجوم بدأ بوضوح لكن لا أعتقد أنه الهجوم الرئيسي.
ولم تواجه روسيا من قبل هذا النوع من الهجمات، إلا أن أداءها غير المقنع في ساحة المعركة خلال 15 شهراً منذ بدء الحرب، أدى إلى تغييرات في القيادة وخلافات علنية مع قوات خاصة استعانت بها للقتال إلى جانب الجنود النظاميين.
وهناك مؤشرات على أن موسكو تسعى الآن إلى فرض سيطرة مركزية أقوى، فقد أصدرت أمراً يقضي بضرورة توقيع جميع أفراد ما تسمى ب«وحدات المتطوعين» عقوداً بحلول الأول من يوليو/ تموز المقبل، لإخضاعهم لسيطرة وزارة الدفاع.
وقالت، الاثنين، إنها وقعت عقداً مع (كتيبة أحمد) شبه العسكرية الشيشانية. وقالت موسكو الجمعة إن (كتيبة أحمد) تشن هجوماً قرب مارينكا في أوكرانيا.