بيروت: «الخليج»
تواصلت التحضيرات والتعبئة السياسية عشية الجلسة النيابية المقررة لانتخاب رئيس للبنان، والمقررة غداً الأربعاء، بالتزامن مع تصاعد حدة الخطاب السياسي، وترقب لحسم مواقف الكتل المترددة، وسط توقعات بأن تلحق هذه الجلسة بسابقاتها وألا يتم انتخاب رئيس خلالها، في وقت اعتبر مرشح المعارضة الوزير السابق جهاد أزعور أن ترشحه ليس تحدياً لأحد وأنه ملتزم بالتغيير ويده ممدودة للحوار، فيما طالب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الأمم المتحدة بالضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها المتكرّرة للخط الأزرق وللسيادة اللبنانية، على أن يترأس اليوم الثلاثاء جلسة للبحث في مسودة الورقة اللبنانية لملف النزوح التي ستطرح في مؤتمر بروكسل.
ويتوقع المراقبون ثلاثة سيناريوهات للجلسة، أولها، ألّا تعقد أصلاً ويتم تأجيلها لعدم اكتمال النصاب وهو 86 نائباً، وثانيها، أن يكتمل النصاب ويجري التصويت في الجولة الأولى ولا ينال أي مرشح أكثرية الثلثين للفوز، أي 86 صوتاً، ثم تفقد النصاب في الجولة الثانية، وثالثها، أن تعقد بجولتيها ولا ينال أي مرشح الأصوات اللازمة للفوز ويتم تأجيلها، أي أن السيناريوهات الثلاثة لن تفضي لانتخاب رئيس في جلسة الغد، مما يفسح المجال أمام المزيد من جولات الحوار الداخلية والخارجية للتفاهم على مرشح توافقي، فيما يتوقع أن يزور المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان بيروت بعد الجلسة وعلى ضوء نتائجها. وفي هذا السياق بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري المستجدات السياسية وتطورات الأوضاع العامة، لا سيما استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية مع السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو التي غادرت دون الإدلاء بتصريح.
ومن جهته، قال أزعور، في بيان، إنّ ترشيحه ليس تحدّياً لأحد، بل هو دعوة إلى الوحدة وكسر الاصطفافات، والبحث عن الجوامع المشتركة، في سبيل الخروج من الأزمة وتوظيف كلّ ما أوتينا جميعاً من خبرة ومخيّلة وإرادة للعودة إلى طريق التّقدّم. كما أعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي أن غايته من إرسال الموفدين إلى المرجعيّات الدينية، كانت «التأكيد على أنّ البطريركيّة على مسافة متساوية من المرشحين جميعاً، والتشاور مع هذه المرجعيّات بشأن إجراء انتخاب رئيس للجمهوريّة بعد ثمانية أشهر من الفراغ الهدّام للدولة وللشعب.
من جهة أخرى، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال استقباله قائد «اليونيفيل» أندريا تيننتي، أن «لبنان مُلتزم بالقرار الدولي 1701 وبالتنسيق بين الجيش والقوات الدولية للحفاظ على الاستقرار في الجنوب». وطالب ميقاتي الأمم المتحدة بالضغط على إسرائيل، لوقف خروقاتها المتكرّرة للخط الأزرق وللسيادة اللبنانية، وأيضاً بوقف الأشغال ضمن الأراضي اللبنانية؛ لأن هذا الأمر يتسبب بتوترات خطِرة، مشدداً على أن «لبنان متمسّكٌ بحقه في استعادة أراضيهِ المُحتلة وعدم التفريط بها». ويترأس ميقاتي اليوم الثلاثاء جلسة لمجلس الوزراء للبحث في موضوع النازحين السوريين، وورقة العمل الموحّدة التي سيحملها وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى مؤتمر النازحين السوريين في بروكسل، الذي ينعقد يومي الأربعاء والخميس. ويتضمن جدول الأعمال موضوع طلب وزارة العدل الموافقة على عقد اتفاق بالتراضي مع محامين فرنسيين للمعاونة في الدعوى المقدمة من الدولة الفرنسية في ملف آنا كوساكوفا ورفاقها، المرتبط بملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.