تسعى جماعة الإخوان المسلمين «الإرهابية» لبناء شبكة معقدة ومترامية، خاصة في البوسنة لتجعلها هدفاً لنشر التطرف، ومن ثم انطلاقها في فضاءات أوروبية أخرى يسمح لجماعة الإخوان بنشر مشروعها.
ومنذ تم تضييق الخناق على جماعة الإخوان في مصر، وكذلك في عدد من الدول منذ إعلانها «تنظيماً إرهابياً»، تبحث عن مكان تنفذ منه لتحقيق مآربها ونشر دعوتها إلى التطرف.
التغلغل في البوسنة
وجدت جماعة الإخوان الإرهابية ضالتها في البوسنة، والتي تضم نسبة كبيرة من السكان المسلمين من إجمالي عدد السكان، إذ تبلغ أكثر من 50%.
وعملت حركات الاسلام السياسي على التغلغل في البوسنة من خلال السعي إلى تكوين ثروات بشرية ومادية، تسمح لها بتنفيذ مشروعها العالمي. وقد باتت حركات الاسلام السياسي تتخذ بعض الواجهات التجارية والثقافية مستغلة بذلك القوانين الأوروبية فيما يتعلق بالحريات الفردية و الأتشطة الاقتصادية و الثقافية.
الاختيار بعناية
وقدم خبراء ومراكز أبحاث دراسات حول نشأة وتطور تيارات الإسلام السياسي في البلقان وتحديداً في البوسنة والهرسك وشرق أوروبا في العقود الماضية مع بروز نواة فكرية لجماعة الإخوان المسلمين بأكثر من واجهة وأكثر من مسمى.
اختيار البوسنة لتكون هدفاً لدى جماعة الإخوان الإرهابية ليس من قبيل المصادفة، وإنما جاء اختياراً بعناية، إذ برزت الشبكات القريبة من جماعة الإخوان في هذا البلد منذ أوائل التسعينات، بالتزامن مع إنشاء عدد من المنظمات غير الحكومية التي تدير الخدمات الإنسانية، لكنها عملت على نشر التطرف تحت ستار العمل الإنساني.
ورغم أن نشاط الإخوان في البوسنة كان مكثفاً منذ أوائل التسعينات، إلا أن التواصل بين الجماعة الإرهابية وبعض المسلمين في البوسنة بدأ في أربعينات القرن الماضي بتأسيس ما يعرف بمنظمة «الشباب المسلم».
وقد وجد التنظيم العالمي للإخوان حلفاء في شخصيات محلية بارزة في البوسنة، مثل الرئيس السابق إيشا إزتبريغوفيتش والمفتي السابق مصطفى سيريتش للبلاد، و المفتي الحالي حوسين كافازوفيتش.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك منظمة أخرى عضوة في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، مظلة الإخوان في القارة، وهي جمعية الثقافة والتعليم والرياضة في البوسنة، التي تقول عن نفسها، إنها منظمة غير حزبية وغير حكومية وغير هادفة للربح وتمول أنشطتها من مساهمات المانحين، ورسوم عضوية، والأنشطة الاقتصادية.
تركيبة عرقية
لكن هذه الجمعية تعد منظمة مظلية للإخوان في البوسنة، وتضم تحت رايتها 5 منظمات في عموم البلاد، وتنشط في اختراق المجتمع عبر ملف التعليم والتثقيف الديني للشباب والمراهقين.
وتتكون البوسنة والهرسك من تركيبة عرقية متنوعة، إذ يشكل المسلمون 50.1% (البوسنيك)، والصرب 31%، والكروات 15.5%، والإسلام في هذا البلد منذ القرن الخامس عشر.