بيروت: «الخليج»، وكالات
فشل البرلمان اللبناني، أمس الأربعاء، للمرة الثانية عشرة، في انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس السابق، ميشال عون، على وقع انقسام سياسي يزداد حدّة بين القوى السياسية، وينذر بإطالة أمد الشغور الرئاسي، في وقت أكد رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أن انتخاب رئيس للجمهورية لن يتحقق إلا بالتوافق وبسلوك طريق الحوار. وبينما دعا رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية جميع الأطراف إلى حوار بناء للوصول إلى توافق، طالب الوزير السابق جهاد أزعور باحترام رأي الأغلبية، في حين دعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونتسكا، النواب لاتخاذ خطوات عاجلة لانتخاب رئيس.
وحضر الدورة الأولى من الجلسة التي افتتحها بري، كل أعضاء المجلس ال128، إلا أنها لم تثمر انتخاب رئيس مع حصول المرشحَين الرئيسيين رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، المدعوم من ثنائي «حركة أمل وحزب الله»، والوزير السابق جهاد أزعور، المدعوم من كتل وازنة، على عدد أصوات متقارب. وحصل أزعور في الدورة الأولى على 59 صوتاً بينما نال فرنجية 51 صوتاً. ونال الوزير السابق زياد بارود 7 أصوات، و«لبنان الجديد» 8 أصوات هي لتكتل «الاعتدال الوطني»، وصوت واحد لقائد الجيش العماد جوزف عون، ووجدت ورقة بيضاء وأخرى ملغاة باسم «جهاد العرب». وما أن بدأ احتساب الأصوات، حتى انسحب عدد من النواب على رأسهم كتلتا «حزب الله» وحليفته حركة «أمل»، التي يتزعمها بري، ليطيحوا بنصاب الدورة الثانية، في سياسة اتبعوها خلال الجلسات الماضية. ويحتاج المرشّح في الدورة الأولى إلى أغلبية الثلثين، أي 86 صوتاً للفوز. وتصبح الأغلبية المطلوبة إذا جرت دورة ثانية 65 صوتاً. لكن النصاب يتطلب حضور الثلثين في الدورتين. وقال بري في بيان إثر انتهاء الجلسة «كفى رمياً بكرة المسؤولية على هذا الطرف أو ذاك في إطالة أمد الفراغ»، مشدداً على أن «بداية البدايات… هي الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وذلك لن يتحقق إلا بالتوافق وبسلوك طريق الحوار». وأضاف: حوار تتقاطع فيه إرادات الجميع حول رؤيا مشتركة لكيفية إنجاز هذا الاستحقاق من دون إقصاء أو عزل أو تحد أو تخوين. حوار تحت سقف الدستور يحافظ على الميثاقية والشراكة.
وأصدر أزعور بياناً «تمنى فيه أن يكون المشهد الجديد حافزاً على التلاقي على خيار إخراج لبنان من الأزمة، من خلال احترام ما عبّرت عنه أغالبية النواب». وأضاف «ألفت الانتباه إلى أنني حالياً في إجازة من صندوق النقد الدولي، وتخليت مؤقتاً عن مهامي كمدير لدائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، والمواقف التي أدلي بها شخصية ولا تعبّر بالضرورة عن رأي صندوق النقد الدولي». كما غرد فرنجية عبر حسابه على «تويتر»، حيث شكر النواب الذين انتخبوه، معرباً عن احترامه لرأي النواب الذين لم ينتخبوه، وهذا دافع لحوار بنّاء مع الجميع. وغردت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونتسكا، عبر حسابها على «تويتر» قائلة: «جلسة انتخاب رئاسية أخرى غير حاسمة في مجلس النواب. يحتاج قادة لبنان وأعضاء البرلمان إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان انتخاب رئيس للبلاد لمصلحة بلدهم وشعبهم. الفراغ المطول يقوض الممارسات الديمقراطية في لبنان ويزيد من تأخير الإصلاحات والحلول اللازمة التي طال انتظارها لإعادة البلاد إلى مسار التعافي».