قصفت طائرات حربية تابعة للجيش السوداني، أمس الأربعاء، مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان السودانية، وفق شهود، مع انتهاء الشهر الثاني من النزاع بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، فيما أفادت نقابة الأطباء أن عدد قتلى الاشتباكات الذين تم حصرهم بلغ 958 قتيلاً و4746 جريحاً، في حين أعلنت الأمم المتحدة أن عدد النازحين جراء الاشتباكات في البلاد بلغ 2.2 مليون شخص. وحوّلت الحرب التي تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة والطائرات الحربية والمسيرات، العديد من أجزاء البلاد إلى مناطق «منكوبة». وذكر شهود في الأبيض أن طائرات تابعة للجيش نفذت «غارات جوية للمرة الأولى في محيط الأبيض»، الواقعة على بعد 350 كيلومتراً جنوب الخرطوم والتي تطوقها قوات الدعم السريع منذ بدء الحرب.
وذكرت مصادر ميدانية أن طيران الجيش السوداني قصف 4 مواقع لقوات الدعم السريع، في «جبل عيسى» و«جبل كردفان». وبالتزامن مع ذلك، أفادت مصادر طبية بوقوع عدد من القتلى والجرحى جراء قصف استهدف حي النهضة جنوب الخرطوم. وتحدث سكان عن وقوع ضربات جوية ومدفعية في الأحياء الجنوبية والشرقية من الخرطوم.
إسقاط مسيّرتين
وأعلن الجيش أنه أسقط مسيّرتين أثناء محاولة قوات «الدعم السريع» أمس الأول الثلاثاء قصف سلاح المدرعات بالخرطوم. وتسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أزمة إنسانية في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى مثل الأبيض ونيالا والفاشر والجنينة. وفي مقابلة تلفزيونية من الجنينة، طالب خميس أبكر والي ولاية غرب دارفور المجتمع الدولي بالتدخل فيما وصفها بأنها «إبادة جماعية». وقال «المواطنون اليوم يُقتلون بطريقة عشوائية جدا وبكميات كبيرة». وأضاف أنه على الرغم من أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها كانت تستهدف مناطق في الجنينة يعيش فيها أفراد من قبيلة المساليت في بادئ الأمر، فإن هذه الهجمات امتدت الآن إلى المدينة بأكملها. وأضاف «ما رأينا خروج قوات الشعب المسلحة من ثكناتهم على الأقل للدفاع عن المواطنين».
نيالا تحت القصف
بدورها، قالت هيئة محامي دارفور، أمس، إن قصفاً مدفعياً أصاب منازل مدنيين في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن السودان، مضيفة أن عناصر قوات الدعم السريع اشتكت من عدم تلقي رواتبها. وأضافت الهيئة أن مدينة زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، تحت الحصار. ويسود الهدوء نسبياً مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لكن مدينة كتم التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع تشهد موجة نزوح.
ووفق أحدث إحصائية لنقابة الأطباء السودانية، بلغ عدد الوفيات والإصابات التي تم حصرها بين المدنيين للفترة بين 27 مايو /أيار -12 يونيو /حزيران958 حالة وفاة و 4746 إصابة. وأضافت النقابة أن «مزيداً من الضحايا يجري حصرهم».
إلى ذلك، أعلنت وكالة الأمم المتحدة للهجرة في بيان أمس الأربعاء أن عدد النازحين جراء القتال بلغ نحو 2.2 مليون شخص. كما أوضحت أن النزاع أجبر 528147 شخصاً على اللجوء إلى الدول المجاورة، في حين نزح نحو 1.7 مليون شخص من موطنهم داخل البلاد.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن هناك صعوبة في معرفة عدد النازحين داخل السودان لعدم القدرة على الوصول إليهم بسبب النزاع المسلح المستمر.(وكالات)
اختبارات في بورتسودان
بدأت اختبارات المدارس الإعدادية في مدينة بورتسودان الساحلية والخاضعة لسيطرة الجيش أمس الأربعاء ،فيما شرع الحجاج في المغادرة إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج إذ يحاول بعض السودانيين أن ينعموا بقدر من الحياة الطبيعية وسط صراع قلب حياتهم رأساً على عقب.