حذّر رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس من أن أعمال العنف التي يشهدها إقليم دارفور قد ترقى إلى «جرائم ضد الإنسانية»، فيما قالت نقابة أطباء السودان، أمس الأربعاء، إن الاقتتال في الجنينة بالإقليم أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا، واصفة الوضع في المدينة ب«الكارثي»، في حين برزت دعوات إلى إعلان التعبئة العامة ل «صد الغزو» على المدينة.
وقال بيرتس، في بيان أمس الأول الثلاثاء، إنه منذ اندلاع المعارك الأخيرة في إبريل/نيسان «استمرت الأوضاع الأمنية وحقوق الإنسان والوضع الإنساني في التدهور السريع في جميع أنحاء البلاد، لاسيما في مناطق الخرطوم الكبرى ودارفور وكردفان».
وأضاف «مع استمرار تدهور الوضع في دارفور، يساورني القلق بشكل خاص إزاء الوضع في الجنينة (غرب دارفور) في أعقاب موجات العنف المختلفة منذ أواخر إبريل والتي اتخذت أبعاداً عرقية».
وتحدث عن «نمط ناشئ من الهجمات واسعة النطاق التي تستهدف المدنيين على أساس هوياتهم العرقية والتي يُزعم أنها ارتُكِبَت من قبل ميليشيات عربية وبعض الرجال المسلحين الذي يرتدون زي قوات الدعم السريع. هذه التقارير مقلقة للغاية، وإذا تم التحقق منها، فقد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية».
وأعرب بيرتس عن إدانة الأمم المتحدة «بأشد العبارات جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية مهما كان شكلها وأياً كان مرتكبوها المزعومون»، مشدداً على ضرورة «أن تفيَ قوات الأمن والجهات المسلحة غير الحكومية بواجبها بموجب القانون الإنساني الدولي المتمثل باحترام الحق في الحياة والامتناع عن الهجمات ضد المدنيين».
قلق أممي
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة يوم أمس الأول الثلاثاء إن أنطونيو غوتيريس يشعر بالفزع إزاء التقارير التي تتحدث عن عنف واسع النطاق في أنحاء دارفور بالسودان، وأضاف أنه يدعو الطرفين المتحاربين إلى وقف طويل الأمد للأعمال القتالية. وذكر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، في بيان، أن غوتيريس «قلق للغاية من تزايد البعد الطائفي للعنف، وكذلك من التقارير الخاصة بالعنف الجنسي».
وأعاد غوتيريس تأكيد دعوته للأطراف المتحاربة في السودان بوقف القتال والالتزام بوقف دائم للأعمال العدائية، مشدداً على واجبهم في حماية المدنيين.
إلى ذلك، قالت نقابة أطباء السودان، أمس الأربعاء، إن الاقتتال في الجنينة بإقليم دارفور أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا، واصفة الوضع في المدينة «بالكارثي» والأسوأ على الإطلاق. وقالت النقابة، في بيان، «سقط عدد كبير من الضحايا، من بينهم أطفال ونساء وكبار سن، نتيجة الاقتتال في مدينة الجنينة. تعذر تماماً حصر الضحايا… حيث إن جميع مستشفيات الجنينة خارج الخدمة، والمدينة محاصرة، والاتصالات منقطعة». كما أعلنت النقابة ارتفاع عدد القتلى من المدنيين منذ بداية القتال في البلاد إلى 958، وإصابة 4746، مع استثناء ضحايا القتال في الجنينة. وتابعت النقابة بأنه يوجد كثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر، جراء عدم القدرة على الوصول للمستشفيات، بسبب صعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.
الدعم السريع تنفي
في الأثناء، نفت قوات الدعم السريع تدخلها في الصراع بغرب دارفور، ووجهت أصابع الاتهام إلى الجيش السوداني. وأكدت، أمس الأربعاء، أنها تلتزم «مبدأ الحياد» تجاه الأزمة في غرب دارفور. ودعت إلى تشكيل لجنة عاجلة لمعالجة الوضع الإنساني ولجنة تقصي حقائق لكشف المتورطين في الانتهاكات الحاصلة.
ودعا رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي إلى إعلان التعبئة العامة ل «صد الغزو على الجنينة»، مشيراً إلى أن المدينة تتعرض إلى غزو أجنبي بهدف تغيير الجغرافيا السكانية.
وأضاف الفاضل في تغريدة على «تويتر» أن «على حكومة السودان إعلان الغزو الأجنبي واستخدام سلاح الطيران وإعلان التعبئة العامة لصد الغزو على الجنينة».(وكالات)