عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، جلسة نقاشية برئاسة الإمارات التي ترأس أعمال المجلس طوال هذا الشهر، دعا فيها إلى التصدي لخطاب الكراهية والعنصرية والتطرف بكافة أشكاله، ودعا شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب إلى التصدي لظاهرة التغير المناخي، ووقف الحروب، وتحقيق السلم والأمن الدوليين، مؤكداً أن الإمارات تبذل كل جهد مخلص، لنشر السلام بين الناس، وترسيخ مبادئ الأخوة الإنسانية، بينما أوضحت نورة الكعبي، وزيرة دولة، في الجلسة، التي شارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ورئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر نيابة عن البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أن التصدي لخطاب الكراهية والعنصرية والتطرف بكافة أشكاله في حالات النزاع، هو جزء لا يتجزأ من ولاية المجلس، بصون السلم والأمن الدوليين، وتنفيذاً لتعهداتنا المشتركة في ميثاق الأمم المتحدة.
الإمارات تنشر السلام
وقال شيخ الأزهر، خلال كلمة ألقاها عبر تقنية «الكونفرانس» أمام مجلس الأمن «إني أُخاطبُكم اليوم من مصر، واحة السلام وملتقى الأديان، وبلد الحضارة والتاريخ، والأمن والأمان، وإنه ليسعدني أن يأتي حديثي إلى حضراتكم تلبية لدعوة عزيزة من دولة الإمارات العربية المتحدة، بصفتها عضواً منتخباً ورئيساً للدورة الحالية لمجلس الأمن، تلكُم الدولة العربية الإسلامية التي لا تدخر وسْعاً في بذل كل جهد مخلص لنشر السلام بين الناس، وترسيخ مبادئ الأُخوَّة الإنسانية والتسامح والعيش المشترك».
وشدد الإمام الأكبر، خلال الجلسة التي دعت إليها الامارات، على أهمية إحياء ثقافة الحوار بين الأديان، وترسيخ مبادئ السلام والتعايش السلمي، وقال: «لا يسعنا إزاء هذه الأزمات إلا أن نواصل الدعوة إلى نشر السلام، والمحبة بين الشعوب قدر المستطاع، والتصدي لاستغلال الأديان والمذاهب في إشعال الحروب بين الشعوب، وبث الخوف والرعب في قلوب المؤمنين. ودعا إلى ضمان حقوق اللاجئين الهاربين من جحيم الحروب، في إنقاذهم واستضافتهم، مؤكداً أنها الحقوق التي ضمنتها لهم الشرائع والأديان الإلهية، مهما كان دينهم، أو حتى كانوا من اللادينيين، لافتاً إلى ضرورة الاهتمام بقضايا الأسرة، وما تعانيه من مصادرة حقوق الطفل في التمتع بأحضان أمهاتهم اللائي ولدنهم.
وأكد، شيخ الأزهر أنه ليس من العدل، ولا من العلم في شيء، ما يقال من أن الإسلام دين السيف ودين الحروب، موضحاً أن التاريخ يشهد على أن الحرب في الإسلام حالة استثنائية، وضرورة من ضرورات الدفاع عن النفس، وعن الأرض والعرض والشرف.
وشدد شيخ الأزهر، على أن المسؤول الأول عن ظاهرة الإرهاب التي يبرأ منها الإسلام نفسه قبل غيره، هو سياسات الهيمنة العالمية، والفلسفات المادية، والمذاهب الاقتصادية المتنكرة لضوابط الأخلاق.
حماية المقدسات في القدس
وعن القضية الفلسطينية، قال شيخ الأزهر «أتحدث عن مقدساتي ومقدساتكم في فلسطين، وما يكابده الشعب الفلسطيني من غطرسة القوة، وقسوة المستبد، وآسى كثيراً لصمت المجتمع الدولي عن حقوق هذا الشعب الأبي»، داعياً مجلس الأمن والمجتمع الدولي للإسراع اليوم قبل الغد إلى إقرار دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وحماية المسجد الأقصى من الانتهاكات التي يتعرض لها يوماً بعد يوم.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، «أن الكراهية، خطر على الجميع، وأن التصدي لها يقع على عاتقنا جميعاً» وأضاف «دعونا نعقد تحالفاً للسلام، أساسه حقوق الإنسان، وقيم الأخوة الإنسانية، يكون غنياً بالتعددية والتنوع، والمساواة في الكرامة والحقوق، ونتحد فيه ونتضامن»، بينما أكد رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، أن بناء السلام يتطلب الشغف والصبر والخبرة وبعد النظر والمثابرة والتفاني والحوار والدبلوماسية.
(وكالات)