متابعة: ضمياء فالح
أهدى الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الذي قاد الفريق لثلاثية تاريخية هذا الموسم، مكافأة فوزه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز (750 ألف استرليني ) لكادر وموظفي سيتي من ضمنهم موظفو الاستقبال والأمن تعبيراً عن امتنانه لهم لمساهمتهم في نجاح الفريق.
ويتمتع غوارديولا بشعبية كبيرة في النادي بسبب تواضعه وكرمه، وألقت الصحافة الضوء على حياة المدرب الذي يتحدث 5 لغات ويحفظ قصائد كتالونية عن ظهر قلب.
نشأ بيب في مدينة سانتبيدور على بعد ساعة من برشلونة والتي يقطنها 7500 نسمة فقط بمنزل حجري أمضت فيه العائلة من الطبقة المتوسطة معظم سنينها وتوفيت والدته عن 82 بسبب فيروس كورونا.
كان والده، فاينتي، عامل بناء مثابراً وبعد زواجه من دولورز، والدة بيب، أسس شركة بناء ناجحة وكان بيب، أو جوسيب، المولود في 1971 الابن الثالث للزوجين من 4. الكتاب المفضل لـ«أينشتاين الكرة» كما لقبته الصحافة هو «دون كيشوت» الذي يروي قصة فارس يقارع طواحين الهواء وبالفعل نجح في مقارعة الطواحين الكبيرة في مدينة مانشستر وكرر إنجاز سير أليكس فيرغسون مع اليونايتد.
عندما درب برشلونة قامت السلطات الإسبانية بتفتيش طائرته الخاصة بعد شائعة تهريبه لقائد البرلمان الكتالوني، كارليس بيغديمونت المغترب، للبلاد. غرمه الاتحاد الإنجليزي 20 ألف استرليني في 2018 لارتدائه وشاحاً أصفر يدعم الانفصاليين المسجونين بتهمة الخيانة في مباراة أمام ويغان بكأس الاتحاد.
يقول عنه صديقه أجوستي كومسا، عمدة سانتبدور الجديد، أن غوارديولا يمكن أن يكون له مستقبل سياسي إن أراد ووالده (92 عاماً) تمنى أن يرث شركة البناء، لكنه بعدما رأى موهبة ابنه التنظيمية في كرة القدم قال: «بيب سيكون كارثة في مجال عملي، لا يمكنه حتى تغيير لمبة. في اليوم الوحيد الذي اصطحبته فيه للعمل معي عندما كان صبياً لم يعد بعد استراحة الغداء».
بدأت مسيرة غوارديولا الكروية بسن الـ13 وشعر بالحنين لبلدته وعائلته في أكاديمية لاماسيا وجذب أنظار مدربي برشلونة بقدرته على التنبؤ بالتحركات والتمريرات وروحه القيادية وفرض احترامه على الآخرين. لقب بـ«مستر بيرفكت» لشدة اهتمامه بجعل كل شيء مثالياً ما جذب أنظار مدرب برشلونة حينها الهولندي يوهان كرويف الذي أصبح لاحقاً مرشده ولقبه أحد زملائه بـ«مستر 32 دقيقة» وهو الحد الأقصى لفترة وقت الكلام خارج الكرة.
شاءت الصدفة أن يشارك في عرض أزياء للمصمم الإسباني أنتونيو ميرو وأخذه العرض لبوتيك سيرا كلاريت، أحد المتاجر التي تملكها عائلة كريستينا كلاريت(18 عاماً) والتي ستصبح زوجته المستقبلية. مر على ارتباط بيب وكريستينا 35 عاماً وكانت ماريا أول طفلة لهما ثم ماريوس (20 عاماً) وفالنتينا (15 عاماً) وكثيراً ما يؤكد المدرب أن قرارات مستقبله لا تتم إلا بموافقة من كريستينا.
تقسم كريستينا وقتها بين مانشستر وبرشلونة لإدارة عملها في مجال الأزياء وتقيم في منزل العائلة ( 10 ملايين استرليني ) في حي مترف يقطنه الأثرياء من أمثال مغني الأوبرا جوزيه كاريراس.
عندما تولى تدريب برشلونة بسن الـ37 كان شعره كثيفاً لكنه عندما غادر بايرن ميونيخ بعد 4 سنوات أصبح أصلع ما دفع المدرب البرتغالي مورينيو للقول: «لا تفقد شعرك إلا عندما لا تحب عملك»، لكن بيب اعترف بحب عمله في سيتي ووالده حول غرفة في الفيلا التي بناها لمتحف صغير يضم الكؤوس التي حصدها ابنه ومقتنياته الكروية.