أبرم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الجزائري عبد المجيد تبّون، اتفاقيات عدة في موسكو، امس الخميس، تهدف إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية، فيما تسعى روسيا إلى تعزيز وجودها في إفريقيا.
ووقّع الزعيمان خلال احتفال أقيم في الكرملين سلسلة من الاتفاقيات وإعلان نوايا بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية بين موسكو والجزائر. ووفق الإعلان المنشور على موقع الكرملين الإلكتروني، تعتزم روسيا والجزائر خصوصاً تعزيز تعاونهما على المستوى العسكري وفي مجال الطاقة.
وتعهد البلدان توسيع الشراكة بشأن نقل التكنولوجيا وتنفيذ مناورات وتمارين مشتركة»، بحسب النص. أما في مجال الطاقة، فتعهدت القوتان الغازيّتان «تكثيف التعاون في مجال التنقيب عن المحروقات وإنتاجها، وتكرير النفط والغاز».
وقال فلاديمير بوتين، في تصريح «الجزائر شريك مهم لنا في العالم العربي وفي إفريقيا»، مؤكداً أنه أجرى محادثات «مثمرة للغاية» مع نظيره الجزائري.
من جهته، قال عبد المجيد تبون إن لقاءه بوتين كان «صريحاً وودياً، ما يشهد على المستوى الرفيع للعلاقات الروسية الجزائرية».
وأضاف أنه ناقش مع بوتين العديد من القضايا الدولية، والأوضاع في ليبيا، والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأكد الرئيس الجزائري عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بلاده مع روسيا، مؤكداً أن هذه العلاقات تعود ل 60 عاماً، وأن الجزائر وفيّة لهذه العلاقات. وأضاف «التشاور مع الأصدقاء ضروري في كل الظروف، ونحن متفقون إزاء كثير من القضايا، ونريد التعجيل بانضمامنا إلى تجمع «البريكس»؛ لما فيه من فائدة كبيرة على اقتصادنا» وشدد تبون على مواقف الجزائر الثابتة، إزاء ضرورة تغليب الحلول السلمية للأزمات في كل من ليبيا ومالي، وعبّر عن قناعة الجزائر بأن حل الأزمة في مالي «لا يكون بالقوة، إنما من خلال اتفاق الجزائر للسلم والمصالحة».
وحافظت الجزائر وموسكو على علاقات مميزة منذ أن دعم الاتحاد السوفييتي السابق الجزائريين خلال حرب الاستقلال عن فرنسا (1954-1962).
وتناهز قيمة التبادلات التجارية بين البلدين ثلاثة مليارات دولار، كما أن روسيا أكبر مورد للسلاح لأكبر بلد إفريقي من حيث المساحة.
ومنذ بدء النزاع في أوكرانيا، تعزز روسيا علاقاتها في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وقال بوتين، امس الخميس «هذا العام مميز بالنسبة للعلاقات بين روسيا والدول الإفريقية»، إذ سيستضيف عدداً من الزعماء الأفارقة في يوليو/ تموز في قمة في سانت بطرسبرغ (شمال غرب). ومن المقرر أن يقوم تبون بزيارة رسمية إلى فرنسا في يونيو/ حزيران، لكن أشارت تقارير صحفية إلى أن الزيارة التي كانت منتظرة في مايو/ أيار معرّضة للتأجيل مرة أخرى.
وأشار مصدر في الرئاسة الفرنسية إلى «محادثات بين الطرفين لتحديد موعد ملائم» لهذه الزيارة.
وترتبط الجزائر وموسكو بعلاقات تاريخية، سواء على المستوى الاقتصادي، أو على المستوى السياسي والاستراتيجي، خصوصاً أن روسيا أكبر مورد للسلاح لأكبر بلد إفريقي من حيث المساحة.
كما تنسق الجزائر مع روسيا في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز، وفي اجتماعات تحالف الدول المصدرة للنفط «أوبك بلاس». واعتبر بوتين أن التنسيق بين البلدين «يُسهم في استقرار» الأسعار العالمية.
من ناحية أخرى، لم يصدر أي بيان رسمي بشأن الزيارة المرتقبة للرئيس الجزائري إلى باريس، والتي كانت مقررة في النصف الثاني من يونيو/ حزيران. وأشار مصدر في الرئاسة الفرنسية إلى «محادثات بين الطرفين لتحديد موعد ملائم» لهذه الزيارة. (وكالات)