ندّدت واشنطن بشدّة، أمس الأول الخميس، ب«أعمال العنف المروّعة» في السودان، قائلة إنّ التقارير عن انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبتها قوّات الدعم السريع «موثوقة»، فيما اعتبر مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، أن إقليم دارفور الذي يعيش سكانه «كابوساً» بسبب الحرب في السودان التي دخلت شهرها الثالث، يتجه نحو «كارثة إنسانية» جديدة على العالم منعها.
وقال المتحدّث باسم الخارجيّة الأمريكيّة، ماثيو ميلر، إنّ ثمّة «ضحايا وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان قد اتّهموا بشكل موثوق جنود قوّات الدعم السريع (بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي») ومجموعات مسلّحة متحالفة معها، بارتكاب عمليّات اغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي على صلة بالنزاع».
تذكير مشؤوم بأحداث 2004
وأضاف أنّ «الفظائع التي وقعت اليوم في غرب دارفور ومناطق أخرى هي تذكير مشؤوم بالأحداث المروّعة التي دفعت الولايات المتحدة إلى أن تُحدّد في عام 2004 أنّ إبادة جماعية قد ارتُكِبت في دارفور».
وذكر المسؤول أن جماعات محلية قدّرت أن مَنْ يصلون إلى 1100 مدني قُتلوا في منطقة الجنينة وحدها، وأن الأمم المتحدة تحدثت عن نزوح أكثر من 273 ألف شخص في غرب دارفور.
وأضاف أن «النساء هن الضحايا الرئيسيات لهذا العنف».
ودان ميلر خصوصاً «اغتيال والي ولاية غرب دارفور خميس عبد الله أبكر يوم الأربعاء الماضي، بعد اتهامه قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية».
كذلك، أبدى قلقه إزاء تقارير عن مقتل شقيق سلطان المساليت (زعيم القبيلة) و16 آخرين في الجنينة الاثنين الماضي.
وقال ميلر، إنه في حين أن الفظائع «منسوبة في المقام الأول إلى قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة التابعة لها، فإن القوات المسلحة السودانية «فشلت في حماية المدنيين، وأفادت تقارير بأنها أثارت الصراع من خلال تشجيع التعبئة القبلية».
من جهة أخرى، قال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، أمس الأول الخميس، في بيان، إن إقليم «دارفور يتجه سريعاً نحو كارثة إنسانية. لا يمكن للعالم أن يسمح بحصول ذلك. ليس مرة جديدة».
وشهد هذا الإقليم في بداية الألفية الثالثة حرباً خلفت نحو 300 ألف قتيل، وأجبرت أكثر من 2,5 مليون شخص على النزوح.
وأضاف غريفيث، «في وقت يدخل النزاع في السودان شهره الثالث، يستمر الوضع الإنساني في أنحاء البلاد في التدهور»، مشيراً إلى 1,7 مليون نازح ونصف مليون لاجئ، ونهب مخزون المساعدات الإنسانية ومئات القتلى بسبب المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو.
السكان يعيشون كابوساً
وتدارك، «لكنني قلق في شكل خاص من الوضع في دارفور؛ حيث يعيش السكان كابوساً: رضّع يموتون في المستشفيات حيث يتلقون العلاج، وأطفال وأمهات يعانون سوءَ تغذيةٍ خطِراً، وإحراق مخيمات لاجئين، واغتصاب فتيات، وإغلاق مدارس…».
وقال غريفيث أيضاً إن «العنف الطائفي ينتشر مهدداً بأن يشعل مجدداً التوترات العرقية التي أججت النزاع الدامي قبل عشرين عاماً».
ورأى أن «المعلومات المتصلة بجرائم قتل عرقية لمئات الأشخاص في مدينة الجنينة المحاصرة (غرب دارفور)، رغم أنها غير مؤكدة، ينبغي أن تحض وحدها العالم على التحرك».
(وكالات)