أقرت الحكومة الإسرائيلية، أمس الأحد، خطة لتوسيع وتسريع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة نددت بها الحكومتان الفلسطينية والأردنية بشدة، وقررت السلطة الفلسطينية مقاطعة اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة التي كان مقرراً عقدها، اليوم الاثنين، رداً على ذلك، في وقت اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى، بحماية القوات الإسرائيلية، وسط دعوات مقدسية لتكثيف الاعتكاف في الحرم القدسي، فيما استنفرت هذه القوات في محيط مستوطنة «يافيت» في الأغوار خشية من اقتحاماها من مسلحين، بالتزامن مع مواجهات واعتقالات بالضفة واشتباكات في طولكرم وجنين.
وبموجب هذه الخطة سيتم تقليص إجراءات المصادقة على البناء الاستيطاني إلى حد كبير، وكذلك جعل القرار المتعلق بالبناء الاستيطاني بيد بتسلئيل سموتريتش الوزير المسؤول عن الاستيطان في وزارة الجيش. وبحسب إذاعة «كان» الإسرائيلية، يقضي القرار بأن يتم دفع مخططات بناء في المستوطنات من دون مصادقة المستوى السياسي، خلافاً للوضع القائم منذ 25 عاماً. وكانت الإجراءات المتبعة سابقاً تقضي بأن يصادق رئيس الوزراء ووزير الجيش على أي مرحلة في مخططات البناء على حدة، ومن خلال 4 عمليات مصادقة مختلفة أو أكثر، وتستمر لعدة سنوات. وأُدرجت خطط الموافقة على 4560 وحدة سكنية في مناطق مختلفة من الضفة على جدول أعمال المجلس الأعلى للتخطيط الإسرائيلي الذي يجتمع الأسبوع المقبل، على الرغم من أن 1332 وحدة سكنية فقط جاهزة للموافقة النهائية، فيما لا يزال الباقي يخضع لعملية الموافقة الأولية.
واعتبرت الخارجية الفلسطينية تفويض سموتريتش بالمصادقة على الاستيطان «تصعيد خطير لاستكمال ضم الضفة الغربية». وأضافت الوزارة: «نحذر من المخاطر المترتبة على هذا القرار الذي يعتبر خطوة أخرى باتجاه تطبيق القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية واستكمال حلقات ضمها، وتسهيل تمرير المشاريع الاستيطانية بهدوء ودون ضجيج وبمراحل مختصرة قد لا تثار في وسائل الإعلام». وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن القيادة الفلسطينية ترفض قرار الحكومة الإسرائيلية تسريع مراحل النمو الاستيطاني في الضفة، وتفويض وزير ماليتها سموتريتش بالتصديق على ذلك، مضيفاً أن إسرائيل تلعب بالنار سواء في ملف القدس أو في ملف الاستيطان، وهي تعلم تماماً أن هذه خطوط حمراء فلسطينية وعربية ودولية.
ومن جهته، قال أمير سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ عبر (تويتر): «قررنا مقاطعة اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة كان مقرراً عقدها اليوم رداً على قرار الحكومة الإسرائيلية تسريع الاستيطان». وأضاف «أن القيادة ستدرس جملة إجراءات وقرارات أخرى للتنفيذ وتتعلق بالعلاقة مع إسرائيل. كما دانت وزارة الخارجية الأردنية قرار الحكومة الإسرائيلية، وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، أن«التوسع الاستيطاني وتهجير السكان من منازلهم خرق صارخ وانتهاك جسيم للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2343».
من جهة أخرى، ذكرت دائرة الأوقاف في القدس أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن«الهيكل المزعوم»، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة. وكثف المقدسيون دعواتهم للرباط وشد الرحال للقدس وللمسجد الأقصى، في ظل المخاطر التي يتعرض لها، بفعل الممارسات الإسرائيلية والمخططات التهويدية، بما فيها مخطط التقسيم مكانياً.
وشنت القوات الإسرائيلية حملة اقتحامات وتفتيشات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عدداً من الشبان، فيما بلغ عن اشتباكات مسلحة بين القوات الإسرائيلية في منطقتي طولكرم وجنين. كما استنفرت القوات الإسرائيلية صباح أمس الأحد، عناصرها في محيط مستوطنة «يافيت» في الأغوار خشية من اقتحاماها من مسلحين، فيما اعتقلت القوات شابين قرب السياج الحدودي شمال قطاع غزة. ودوت صفارات الإنذار بمستوطنة «يافيت»، محذرة من إمكانية تسلل مجموعة من المسلحين، حيث تم استنفار قوات الأمن التي قامت بأعمال تمشيط وتفتيش في المستوطنة ومحيطها. (وكالات)