كشفت سلطنة دار مساليت بولاية غرب دارفور، عن مقتل أكثر من 5000 شخص وما لا يقل عن 8000 جريح، وفرار مئات الآلاف من المدنيين الى الحدود التشادية سيراً على الأقدام، وحرق وتدمير جميع مراكز إيواء النازحين البالغ عددها 86 في مدينة الجنينة، فيما قال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن مكتبه تلقى تقارير عن أعمال عنف جنسي ضد ما لا يقل عن 53 امرأة وفتاة في الصراع السوداني، قائلاً إن ما بين 18 و20 امرأة اغتصبن في هجوم واحد. وأضاف تورك «مصدوم من مزاعم العنف الجنسي، لا سيما الاغتصاب»، مشيراً إلى أن الجناة في جميع الحالات تقريباً كانوا من قوات الدعم السريع. وقال «ما زلنا نرى صراعاً طائشاً لا معنى له يحدث في ظل إفلات كامل من العقاب».
ونشرت سلطنة دار مساليت تقريراً مفصلاً كشفت فيه فظائع مروعة عن الأحداث التي شهدتها الجنينة في الفترة من 24 إبريل حتى 12 يونيو الجاري.
وحمّل التقرير قوات الدعم السريع مسؤولية الهجمات الدموية الممنهجة، التي تهدف للإبادة الجماعية والتطهير العرقي بأسلوب عنصري ضد المدنيين الأفارقة.
وكشف التقرير عن تدمير البنى التحتية خصوصاً القطاع الصحي،حيث تم تدمير جميع وحدات مستشفى الجنينة التعليمي ونهب مخازن الدواء والصيدليات، فضلاً عن الحصار المفروض على الجنينة ومحلياتها وجميع الطرق التي تربطها بالمناطق الأخرى وولاية وسط دارفور والطريق الرابط بين الجنينة ومدينة أدري التشادية.
وأضاف التقرير أن الاعتداءات لم تتوقف وطالت الأشخاص الذين حاولوا الفرار من المدينة إلى تشاد حيث تعرضوا لأسوأ انواع الجرائم من القتل والتطهير العرقي وسلب الممتلكات وخلفت هذه الاعتداءات عدداً كبيراً من الموتى والجرحى.
وكشف التقرير أن الأحداث اندلعت في الجنينة صبيحة يوم الاثنين 24 إبريل عندما نصبت قوات الدعم السريع كميناً لقوة تتبع للجيش كانت في طريقها الى مقر القوات المشتركة السودانية التشادية في الناحية الغربية من المدينة، وبعد فترة وجيزة من انسحاب القوات المسلحة من موقع الحدث شنت قوات الدعم السريع هجوماً على سكان أحياء الجبل ومعسكر أبو ذر أدى الى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، وفي اليوم التالي واصلت هجومها على حي الجبل والثورة والبحيرة والتضامن وعدد كبير من مراكز إيواء النازحين إبان أحداث كريندنق الأولى والثانية وأحداث الجبل الأولى والثانية والثالثة الذين احتموا في المؤسسات الحكومية وقد تم حرقها جميعاً وقُتل عشرات من المدنيين، من بينهم مفوض العون الانساني في الولاية عضو هيئة الاتهام في جرائم «كريندنق ومستري» الصادق محمد أحمد هرون،الذي وجدت جثته في المدينة. (وكالات)