أحرق مستوطنون، ظهر الأربعاء، عدة منازل ومركبات في المنطقة الشمالية الشرقية من بلدة ترمسعيا الفلسطينية شمالي رام الله وسط الضفة الغربية، بحماية قوات الجيش الإسرائيلي، وسط اشتباكات مع سكان البلدة الذين يحاولون الدفاع عن ممتلكاتهم، بعد أن أطلقوا نداء استغاثة.
وأفاد رئيس بلدية ترمسعيا لافي أديب، أن «قرابة 60 سيارة و30 منزلاً تم إحراقها»، إثر هجوم نفذه قرابة 400 مستوطن مسلح قدموا من مستوطنة شيلو المجاورة.
وقالت جميعة الهلال الأحمر الفلسطينية: إن عدداً من المستوطنين منعوا مركبات الإسعاف من الوصول إلى البلدة، لإسعاف المصابين.
وفجر الأربعاء، أحرق مستوطنون عدة سيارات فلسطينية، وهاجموا محال تجارية في قرية اللبن الغربي شمال غرب رام الله.
وذكرت مصادر محلية، أن مستوطنين هاجموا المحال التجارية وحطموا محتوياتها، كما حطموا المركبات الواقعة على الشارع الرئيسي. كما هاجم مستوطنون، قرية بيتين شرق رام الله، وكسروا زجاج عدد من المركبات ومنازل المواطنين، ومحال تجارية.
1000 وحدة استيطانية
وفي الأثناء، شرع مستوطنون ببناء وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة «سلعيت» بالأغوار الشمالية. وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار الشمالية معتز بشارات: إن المستوطنين شرعوا ببناء 55 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنة.
ووافقت الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، على دعم مخطط بناء نحو 1000 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة «عيلي»، التي شهدت عملية إطلاق نار الثلاثاء.
وحسب صحيفة «معاريف»، قال بيان من المكتب: إن نتنياهو، ووزير الجيش يوآف غالانت، ووزير المال بتسلئيل سموتريتش: «وافقوا على الدعم والتعزيز الفوري لمخطط بناء نحو 1000 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة عيلي».
ووصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ذلك بأنه رد على هجوم فلسطيني مسلح هناك، أسفر عن مقتل 4 مستوطنين، الثلاثاء.
لعب بالنار
وكانت الرئاسة الفلسطينية، قد حذرت في وقت سابق، من مخاطر قرار توسيع الاستيطان، مؤكدة أنها «ستدرس خياراتها لتحديد العلاقة مع إسرائيل ومحاسبتها وملاحقتها قانونياً في المحاكم الدولية».
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في مقابلة مع إذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، إن «البناء الاستيطاني وعدم تلبية حقوق الشعب الفلسطيني لن يجلب الأمن والسلام والاستقرار للمنطقة»، مشدداً على أن الاستيطان غير شرعي، ومخالف للقانون الدولي.
وحذر أبو ردينة من أن «هذه القرارات الاستيطانية الجديدة هي بمنزلة لعب بالنار وتزيد من التوتر وتصعيد الأوضاع على الأرض»، مشيراً إلى أن «هذا الأمر لم يعد مقبولاً تحت أي ظرف من الظروف».