اقرّ الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة على روسيا، في وقت يريد حلفاء كييف تحميل موسكو تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا، وأعلنت دول غربية عن تعهدات مليارية متواضعة، في وقت تحدثت أوكرانيا عن تعويلها على استلام 500 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة في الغرب.
الحزمة ال11
وافق الاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، على الحزمة الحادية عشرة من العقوبات ضد روسيا، بما في ذلك إجراءات تهدف إلى تضييق الخناق لمنعها من الالتفاف على العقوبات المفروضة أصلاً. وقالت السويد التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد، إن الإجراءات الجديدة تمت الموافقة عليها خلال اجتماع لسفراء التكتل في بروكسل.
وأدرج الاتحاد الأوروبي 70 شخصية، و30 شركة روسية، ضمن الحزمة الجديدة.
تحميل روسيا التكاليف
من جهة أخرى، حذّر حلفاء كييف الغربيون روسيا من أنه سيكون عليها دفع تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا، في مؤتمر دولي منعقد في لندن.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأربعاء «لنكن واضحين… روسيا تتسبب في تدمير أوكرانيا، وستتحمل في النهاية كلفة إعادة إعمار أوكرانيا». بدورها، قالت رئيسة المفوضة الأوروبية، أورسولا فون دير لاين «يجب تحميل المعتدي المسؤولية». وقال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك،«من الواضح أن على روسيا دفع كلفة الدمار الذي أحدثته. ولذلك، نحن نعمل مع حلفائنا لاستكشاف السبل القانونية لاستخدام أصول روسية». ودعا الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى «مشاريع ملموسة» لبلاده التي دمرتها الحرب.
مشاريع ملموسة
ويشارك قادة وممثلو أكثر من 60 بلداً، أمس الأربعاء، واليوم الخميس، في هذا المؤتمر المخصص لإعادة إعمار أوكرانيا.
ستكلّف إعادة بناء الاقتصاد 411 مليار دولار وفقاً لدراسة حديثة أجراها البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والحكومة الأوكرانية. وهو مبلغ يتوقع أن يواصل الارتفاع مع استمرار الصراع.
عين على الأصول المجمدة
صرح رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميغال، بأن سلطات بلاده تأمل في أن تقوم الدول الغربية بتحويل ما يصل إلى 500 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة في الخارج إلى كييف. وقال متحدثا خلال «مؤتمر تعافي أوكرانيا»، أمس الأربعاء: «نعمل على وضع آلية عادلة تسمح لنا بمصادرة ما يصل إلى 500 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة في الغرب».
واعترفت فيكتوريا نولاند، نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، في 13 إبريل/ نيسان الماضي، بأن واشنطن تدرس إمكانية استخدام الأصول المجمدة التابعة لبنك روسيا والمخزنة في حسابات بالخارج، لإعادة إعمار أوكرانيا.
وفي وقت سابق صرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بأن «أعمال العصابات» التي تمارسها الدول الغربية في ما يتعلق بأصول موسكو، يتعذر وضعها في إطار القانون الدولي، وأن كل محاولات إضفاء الشرعية على ذلك محكوم عليها بالفشل، مضيفاً أن موسكو ستراقب تصرفات الغرب اللاحقة.
تعهدات
كثّف حلفاء كييف مساعداتهم المالية لتلبية الحاجات الهائلة. فأعلنت الولايات المتحدة مساعدة اقتصادية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1,3 مليار دولار تركز على حاجات الطاقة والبنى التحتية، فيما أفرجت لندن عن ضمانات ائتمانية من البنك الدولي تصل إلى ثلاثة مليارات دولار على مدى ثلاث سنوات لتمويل الخدمات العامة الأوكرانية. ويضاف إلى ذلك 240 مليون جنيه استرليني (280 مليون يورو) من مساعدات ثنائية مخصصة لإزالة الألغام ولمشاريع إنسانية.
وأفرجت برلين عن مساعدة إنسانية إضافية بقيمة 381 مليون يورو في عام 2023 وباريس 40 مليون يورو مخصصة لإعادة الإعمار الضرورية ومعدات طبية.
واقترحت المفوضية الأوروبية حزمة مساعدات قيمتها 50 مليار يورو حتى عام 2027.
ويسعى مؤتمر لندن أيضاً إلى إشراك القطاع الخاص من خلال الإطلاق الرسمي لمبادرة «يوكرين بيزنس كومباكت» التي تدعو الشركات في كل أنحاء العالم لالتزام دعم إعادة إعمار أوكرانيا، جنباً إلى جنب مع المؤسسات المالية العالمية الكبرى. (وكالات)