اختتمت الأطراف المشاركة في مباحثات أستانا حول الأزمة السورية اجتماعاتها، أمس الأربعاء، بتأكيد سيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا، واتفقت على مواصلة الحرب ضد الإرهاب، فيما اقترحت وزارة الخارجية الكازاخستانية، جعل الاجتماع الأخير لمحادثات «أستانا» الجولة الأخيرة من اللقاءات بهذه الصيغة، في وقت أكدت موسكو أن «صيغة أستانا» أثبتت فعاليتها، وأن اجتماعاتها ستستمر في مكان آخر، بينما أكدت الدول الأربع روسيا وإيران وتركيا وسوريا رغبتها في عقد اجتماع آخر على مستوى نواب وزراء الخارجية حول تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، في حين أصيب العشرات من أبناء الجولان المحتل المحتشدين في منطقة الحفاير شرقي قرية مسعدة، إثر اعتداء قوات إسرائيلية عليهم وإطلاق قنابل الغاز السام باتجاههم.
وقال كانات توميش نائب وزير الخارجية الكازاخستاني، في اختتام الجولة ال 20 للمباحثات ب«صيغة أستانا» حول الأزمة السورية: «نوجه الشكر لكل جهود الوفود المشاركة في عملية تسوية الأزمة. الوضع حول سوريا يتغير جذراً، ومن سماته سعي الدول العربية لإعادة العلاقات معها وعودة دمشق للجامعة العربية». وأضاف: «خروج سوريا من الأزمة يمكن أن نعتبره أحد منجزات مسار أستانا. وعلى خلفية التطورات الإيجابية في سوريا مؤخراً ندعو لأن يكون هذا الاجتماع هو الأخير في مسار أستانا». وأصدر المشاركون في الجولة ال 20 لمباحثات «أستانا» بياناً ختامياً، أكد الالتزام المستمر بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية، وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وأعرب ممثلو الوفود عن عزمهم على مواصلة العمل معاً لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ومعارضة الخطط الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية وتهديد الأمن القومي للبلدان المجاورة، بما في ذلك الهجمات والتسلل عبر الحدود. وشدد المشاركون على أن الصراع السوري ليس له حل عسكري، مؤكدين التزامهم بالنهوض بعملية سياسية قابلة للحياة وطويلة الأجل يقودها وينفذها السوريون أنفسهم بمساعدة الأمم المتحدة، وفقاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2254. كما شددوا على الدور المهم للجنة الدستورية السورية، في عملية تعزيز تسوية سياسية للنزاع.
من جهة أخرى، أكد ألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا خلال مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع أن «صيغة أستانا» أثبتت فعاليتها وستتواصل في مكان آخر. وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني علي أصغر حاجي، رئيس الوفد الإيراني في محادثات تطبيع العلاقات السورية التركية عن رغبة الدول الأربع في عقد اجتماع آخر على مستوى نواب وزراء الخارجية. وتابع: «ليس هناك وقت محدد لاجتماع وزراء خارجية الدول الأربع، إلا أن اجتماعاً آخر لنواب وزراء الخارجية على جدول الأعمال. ولكن، إذا لزم الأمر، فمن الممكن عقد اجتماع الوزراء في هذه الفترة، ولا توجد مشكلة في ذلك».
إلى ذلك، تجمع المئات في مقام «أبي ذر الغفاري» بمنطقة المرج استعداداً للتوجه نحو منطقة الحفاير شرق قرية مسعدة، رفضاً لمخطط إسرائيلي إقامة توربينات هوائية على أراضيهم الزراعية. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية استقدمت تعزيزات كبيرة وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى منطقة الحفاير المزمع إقامة التوربينات الهوائية عليها. ولفتت «سانا» إلى إصابة العشرات من أبناء الجولان المحتل في منطقة الحفاير، بينهم إصابات خطيرة، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 10 شبان ومنعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين. كما اعتقلت القوات الإسرائيلية الشيخ سلمان فارس شمس وعدد من المشايخ والشبان المشاركين في التحرك. (وكالات)