يعيش النازحون السودانيون في مراكز الإيواء في ظروف بالغة القسوة، جراء الحرب المستعرة في البلاد، والتي تشتد ضراوتها، يوماً بعد يوم، وخاصة مع فقدان الخدمات، وتردّي الأوضاع الصحية للنازحين؛ حيث يعيش بعضهم في المدارس، كما هو الحال في باحة مدرسة الجيلي صلاح، التي فتحت لاستقبال النازحين في مدينة ود مدني، غير أن المكان بدأ يضيق بالنازحين، مع فرار عشرات الآلاف من الخرطوم، هرباً من الحرب إلى هذه المدينة التي لم تطلها المعارك حتى الآن.
وتقول سيدة تعيش مع سبعة أفراد من أسرتها في المكان «بالنسبة لنا كأسرة، السكن غير مريح ليس فيه خصوصية والمكان مزدحم. نحن أسرة من سبعة أشخاص نعيش في غرفة مساحتها 3 أمتار في 3 أمتار، والحمامات مشتركة مع سكان الطابق الذي به 20 غرفة كل غرفة فيها أسرة كاملة».
ويقيم آلاف النازحين في ود مدني في سكن طالبات جامعة المدينة أيضا وفي مقار جمعيات غير حكومية. والحصول على الخدمات الأساسية ليس مضموناً على الدوام في هذه الأماكن المتواضعة بالمدينة الواقعة في ولاية الجزيرة الشهيرة بخصوبة أراضيها والواقعة بين النيل الأبيض والنيل الأزرق.
وتشكو سيدة أخرى من «انقطاع المياه عن المركز لساعات طويلة وكذلك الكهرباء». وفي أحد مراكز الإيواء بالمدينة، تمكنت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية من إرسال طبيب واحد وأربعة ممرضين؛ لرعاية ألفي نازح يقيمون في ذلك المركز. وتؤكد المنظمات الإنسانية باستمرار عجزها عن تقديم المساعدات اللازمة للنازحين، خصوصاً أن العاملين الأجانب فيها لا يزالون بانتظار الحصول على تأشيرة دخول، فيما يعاني العاملون المحليون أنفسهم من الحرب، واضطروا إما إلى النزوح أو الاختباء في منازلهم خوفاً من المعارك.. أو باتوا منهكين تماماً.
وفي بعض الأحيان، يسجل نقص في المواد الغذائية، وحصة الغذاء، وقال مصدر طبي يعمل في مراكز الإيواء البالغ عددها ثلاثة عشر بالمدينة: «ظهرت حالات سوء تغذية وسط الأطفال». وفي مدرسة عبد الله موسى في غرب ود مدني، يتولى الأهالي مهمة توفير الغذاء للنازحين.
وتقول اليونيسيف، إن 620 ألف طفل سوداني يعانون من سوء التغذية الحاد، ويمكن أن يموت نصفهم إذا لم يتم توفير مساعدات لهم. كما أن الإنتاج المحلي والصناعات الغذائية تتقلص، قبل شهر، احترق في الخرطوم مصنع سميل الذي كان ينتج، وفق اليونيسيف، «60 % من العلاجات الغذائية للأطفال الذين يعانون من سوء تغذية شديد».
( وكالات )