انطلقت في باريس، أمس الخميس، القمة الدولية «من أجل ميثاق مالي عالمي جديد»، والتي تستمر حتى اليوم الجمعة، بمشاركة قادة دوليين، بينهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وسط دعوات إلى «ميثاق مالي عالمي جديد»، والعمل على إعادة صياغة النظام الاقتصادي العالمي.
وجمعت القمة 100 من رؤساء الدول والحكومات، ورؤساء بنوك التنمية متعددة الأطراف، و120 منظمة غير حكومية، و70 شريكاً من القطاع الخاص، و40 منظمة دولية. وتسعى القمة إلى تعزيز التعاون بين دول الشمال والجنوب في مواجهة تغيّر المناخ، والأزمات العالمية، إضافة إلى مناقشة القضايا الرئيسية المتعلقة بإصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف، وأزمة الديون، والتمويل المبتكر، والضرائب الدولية، وحقوق السحب الخاصة «SDRs». وناشد زعماء دول من الشمال والجنوب تقديم مليارات الدولارات الضرورية للانتقال الطاقي وتكيف البلدان الأكثر عرضة لاحترار المناخ وهي مشكلة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتنمية.
ودعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي يستضيف القمة، إلى «صدمة مالية عامة»، وإلى زيادة «التمويل الخاص» من أجل مساعدة البلدان الأضعف، في مواجهة التحدي المزدوج المتمثل في الفقر واحترار المناخ. وقال ماكرون خلال افتتاح القمة إن الدول «لا ينبغي أن توضع أمام خيار محاربة الفقر، أو مكافحة تغيّر المناخ» مضيفاً «علينا أن نحدث صدمة تمويل عام ونحتاج إلى المزيد من التمويل الخاص».
من جهته، جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس دعواته إلى التغيير، قائلاً إن «الهيكلية المالية الدولية فشلت». وأضاف أن القواعد التي تخصص بموجبها الأموال من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي «أصبحت غير أخلاقية للغاية»، و«الجمود ليس خياراً».
من جهتها، دعت الناشطة الأوغندية الشابة، فانيسا ناكاتي، رؤساء الدول والحكومات إلى التزام دقيقة صمت تكريماً «لجميع الذين يعانون والجياع والمشردين والذين يتركون المدرسة».
ومع استبعاد إمكانية أن تفضي المحادثات الجارية في قصر برونيار في وسط باريس إلى قرارات ملموسة، إلا أنها تستفيد من ثقل الضيوف المشاركين، وبينهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ووزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين. وفي خطاب ألقته يلين، صباح أمس الخميس، في باريس، قالت إن واشنطن «ستضغط» من أجل أن يشارك دائنو الدول الفقيرة والنامية في مفاوضات لإعادة هيكلة ديونها. كذلك، تشارك الصين من خلال رئيس وزرائها، لي تشيانغ، والسعودية ممثلة في ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ويشارك أيضاً في القمة الرئيس الكيني، وليام روتو، إضافة إلى نحو عشرين زعيماً إفريقياً رفع العديد منهم الصوت أخيراً ضد الدول الغنية التي تضخ المليارات لدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا.
ونشأت فكرة القمة في نوفمبر/ تشرين الثاني خلال مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب27) في مصر، عقب الخطة التي قدمتها رئيسة وزراء بربادوس، ميا موتلي. فقد أعادت إحياء الأمل في إحراز تقدم بشأن هذه المسألة التي باتت عقبة بوجه مفاوضات المناخ بين الدول الفقيرة، والدول الغنية المسبب الرئيسي لانبعاثات غازات الدفيئة. ودعت موتلي التي حضّت على إعادة توجيه التمويل الدولي نحو قضايا المناخ، أمس الخميس، إلى «تحول مطلق» في النظام المالي، وليس «إصلاح مؤسساتنا» فقط. وأضافت «نأتي إلى باريس اليوم بقلب حزين لكن بأمل».
من جهتها، قالت إستير دوفلو، الحائزة جائزة نوبل في الاقتصاد خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس «تفرض كلفة باهظة على أفقر البلدان من خلال الطريقة التي نقرر أن نعيش بها اليوم». والهدف من القمة هو تجديد الهيكل المالي الدولي المنبثق عن اتفاقات بريتون وودز في عام 1944 مع إنشاء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
(وكالات)