تجددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في العاصمة الخرطوم، باستخدام المدفعية الثقيلة والطيران الحربي، وفي إقليم دارفور، وأفادت الأنباء، امس الخميس، بأن مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور تشهد توتراً كبيراً بعد عمليات حشد للقوات المسلحة من الجانبين، ما ينذر بوقوع معركة كبيرة، وسط تعزيزات ضخمة يدفع بها كل من الطرفين.
فيما يشهد جنوب كردفان فراراً للسكان، مع اندلاع القتال بين الجيش السوداني، والحركة الشعبية قطاع الشمال، فيما تقول الأمم المتحدة إن النزاع في السودان أدى إلى نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص منذ تفجر الصراع.
ونفذ الجيش السوداني غارات صباح، امس الخميس، على مواقع الدعم السريع في كل من أم درمان، وبحري والخرطوم. وانطلق القصف الصاروخي والمدفعي الثقيل من شمال أم درمان باتجاه عدة مواقع، وتمركزات لقوات الدعم السريع، أبرزها شمال بحري، ولا تزال أصوات الانفجارات تسمع بشكل متقطع شرقي وجنوب الخرطوم.
وشهدت ولاية جنوب كردفان اشتباكات في كل من الدبيبات والدلنج وكادقلي، وتعرضت الأخيرة لهجوم من الحركة الشعبية قطاع الشمال جناح عبدالعزيز الحلو، على قيادة الجيش السوداني برئاسة اللواء 54 مشاة.
وقال شهود إن سكان مدينة كادقلي في جنوب غرب السودان، بدأوا الفرار من المدينة مع تصاعد حدة التوتر بين الجيش والحركة الشعبية، قطاع الشمال المتمردة،. ويأتي الحشد حول كادقلي، وهي عاصمة ولاية جنوب كردفان، بعد عشرة أسابيع تقريباً، من بدء القتال بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، والذي يدور أغلبه في العاصمة الخرطوم.
وتسببت الحرب الدائرة منذ منتصف إبريل/ نيسان في نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص عن ديارهم، وهددت بزعزعة الاستقرار في دول مجاورة تعاني هي الأخرى من الصراع والفقر والضغوط الاقتصادية. وتقع حقول النفط السودانية الرئيسية في ولاية جنوب كردفان التي تشترك في حدودها مع ولاية غرب دارفور، ودولة جنوب السودان.
وقال السكان إن الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، هاجمت الجيش في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان، وهو ما فعلته أيضاً قوات الدعم السريع. وذكر سكان كادقلي أن الجيش أعاد نشر قواته، امس الخميس، لحماية مواقعه في المدينة، بينما يتجمع أفراد الحركة الشعبية في مناطق بضواحي المدينة.
وأشاروا لانقطاع الكهرباء والاتصالات، إضافة إلى تناقص إمدادات الأغذية والمستلزمات الطبية. وأدت الحرب إلى اندلاع العنف في دارفور، وتكبدت مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور أفدح الخسائر جراء ذلك.
وشهدت مدينة نيالا، وهي عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن السودان، اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأيام الماضية بعد فترة من الهدوء، في ظل انقطاع الكهرباء والاتصالات. وقال شهود إن قوات من الجيش، وقوات الدعم السريع انتشرت على نطاق واسع في أنحاء مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، امس الخميس، في استعداد على ما يبدو للقتال، وهو أمر تسبب في إغلاق السوق الرئيسية.