تنفس ملايين الروس الصعداء بعدما أنهت مجموعة «فاغنر» تمردها المسلح، بإعلانها وقف التقدم إلى موسكو، بعد وساطة بيلاروسية، التزمت بمقتضاها خفض التصعيد والعودة إلى قواعدها، فيما بدأ مقاتلوها مغادرة مدينة روستوف للعودة إلى معسكراتهم في منطقة لوغانسك.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن الهدوء عمّ مدن جنوب روسيا خاصة في مدينة روستوف، مشيرة إلى أنه رغم أن الطرق لا تزال مغلقة إلا أن مقاتلي «فاغنر» يجمعون أمتعتهم ومعداتهم استعداداً للمغادرة، فيما أكدت سلطات المدينة أن الحياة عادت إلى طبيعتها فيها، وأن الوضع جيد.
وأشار الإعلام الروسي إلى أن مقاتلي «فاغنر» علموا بخطة خفض التصعيد من سكان المنطقة حولهم نظراً لعدم امتلاكهم هواتف محمولة. مؤكداً أنهم بدؤوا بالفعل في تسخين محركات دباباتهم استعداداً لمغادرة المدينة.
وشوهدت عناصر من «فاغنر» تغادر مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في المدينة مع سياراتهم ومعداتهم العسكرية. وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام عن أحد مقاتلي «فاغنر» قوله: إنه من المخطط العودة إلى المعسكر الميداني في منطقة لوغانسك.
كما ظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر سعادة السكان بانقضاء الأزمة، وتوديعهم عناصر فاغنر بالأحضان والتصفيق، وشكرهم على حقن الدماء. كما رفعت القيود المفروضة على حركة المركبات في مقاطعة فورونيج.
وجاءت نهاية التمرد المسلح بعدما أعلن رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين عن وقف تحرّك قواته تجاه موسكو، مؤكداً أنها استدارت وتغادر الآن في الاتجاه المعاكس، وذلك عقب مفاوضات قادها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، انتهت بقبول فاغنر التراجع، والالتزام بخفض التصعيد مع أخذ ضمانات أمنية للمقاتلين.
وجاء في رسالة صوتية نشرها بريغوجين عبر «تليغرام»: «أرادوا حل شركة فاغنر العسكرية الخاصة. تقدمنا خلال 24 ساعة، وبقي أقل من 200 كيلومتر إلى موسكو. خلال هذا الوقت، لم تنزف قطرة واحدة من دماء مقاتلينا».
وأضاف بريغوجين: «الآن حل الوقت الذي يمكن فيه للدماء أن تُراق؛ لذلك، وإدراكاً منا للمسؤولية الكاملة عن حقيقة أن الدماء الروسية ستُراق على أحد الجانبين، كتائبنا تستدير ونغادر في الاتجاه المعاكس للمعسكرات الميدانية وفقاً للخطة».