عادت حركة الطرق إلى طبيعتها في 3 مقاطعات روسية، بعد تسوية تمرّد مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة، وعودة عناصر المجموعة إلى قواعدها في إقليم دونباس الأوكراني، بعد اتفاق أوقف زحفها نحو موسكو، ونفي رئيسها المثير للجدل يفعيني بريغوجين إلى بيلاروسيا.
عودة الحياة لطبيعتها
أعلنت السلطات الروسية عودة حركة المرور على الطرقات إلى طبيعتها في مقاطعات ليبيتسك، وكالوغا وفورونيغ، بعد تسوية تمرّد «فاغنر» وسحب آلياتها من الطرق الفيدرالية.
وأعلنت حكومة مقاطعة ليبيتسك أنه «تم استئناف رحلات الحافلات في جميع الاتجاهات في المقاطعة وفي موعدها المحدد، فيما بعض الرحلات ألغيت من قبل شركات النقل، ويجري نشر الجدول الزمني الحالي لحركة الحافلات على الإنترنت».
وقال حاكم مقاطعة كالوغا فلاديسلاف شابشا: «قررنا رفع القيود عن حركة المركبات الخاصة، على أن ترفع القيود عن حركة الشاحنات والحافلات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية».
وفي فورونيغ، أكدت السلطات أن محطات الحافلات في المقاطعة تعمل بشكل طبيعي، ووفق جدولها المحدد.
وقال أبتي ألاودينوف أحد قادة مجموعة من القوات الخاصة الشيشانية في مقطع مصور نشر على تليغرام: إن القوات بدأت أمس الأحد الانسحاب من منطقة روستوف، بعد إرسالها إلى المنطقة، لمقاومة مقاتلي فاغنر، وستعود إلى حيث كانت تقاتل في السابق بأوكرانيا.
تسوية من دون خسائر
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إنه بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه سيتم إسقاط الدعوى الجنائية التي رفعت ضد بريغوجين بتهمة التمرد المسلح، وسينتقل إلى بيلاروسيا، ولن يواجه مقاتلو فاغنر المتمردون أي إجراء، تقديراً لخدمتهم السابقة لروسيا. وشدد بيسكوف على أن «الهدف الأسمى هو تجنّب حمّام دم وصدام داخلي واشتباكات لا يمكن التنبّؤ بنتائجها»، مشيداً «بتسوية من دون مزيد من الخسائر».
ورفض بيسكوف الإفصاح عمّا إذا كان قد تم تقديم أي تنازلات لبريغوجين، بخلاف ضمانات السلامة له، وهو ما تعهد به بوتين لبريغوجين ورجاله، لإقناعه بسحب جميع قواته.
انسحاب
وكانت مجموعة فاغنر العسكرية شديدة التسلح انسحبت من مدينة روستوف في جنوب روسيا الليلة قبل الماضية، بعد أن أوقفت زحفها نحو العاصمة الروسية موسكو، بموجب اتفاق وضع حداً لتمردها على السلطة.
وبموجب الاتفاق، الذي توسط فيه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، عاد مقاتلو مجموعة فاغنر إلى قواعدهم، مقابل ضمانات لسلامتهم، في حين ينتقل زعيمهم بريغوجين إلى بيلاروسيا.
وكان بريغوجين برر قراره التقدم نحو موسكو بالرغبة في طرد القادة العسكريين الروس الفاسدين وغير الأكفاء الذين يلومهم على إفشال الحرب في أوكرانيا.
وشوهد بريغوجين وهو يغادر المقر العسكري في منطقة روستوف الواقعة على بعد مئات الأميال من جنوب موسكو في ساعة متأخرة من مساء السبت في سيارة رياضية متعددة الاستخدامات، لكن لم يتضح حتى الآن مكان وجوده.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي من روستوف خلال الليل قبل الماضي، انسحاب قوات فاغنر من المدينة في قافلة من العربات المدرعة والدبابات والحافلات على أصوات هتافات «فاغنر» وإطلاق نار احتفالاً من السكان المحليين.
هدوء في موسكو
وساد الهدوء موسكو، أمس الأحد، مع إغلاق الساحة الحمراء، لكن بخلاف ذلك، ليس هناك الكثير من المؤشرات على زيادة التواجد الأمني في الشوارع. وتم إعلان اليوم الاثنين يوم عطلة لإتاحة الوقت لتسوية الأمور.
وبقي «نظام مكافحة الإرهاب» قائماً الأحد على الرغم من الاتفاق. وواصلت دوريات للشرطة انتشارها في جنوب العاصمة على طول الطريق السريع الرئيسي بين موسكو والمناطق الواقعة إلى جنوبها. وأكدت وكالة «آفتودور» المسؤولة عن الطرق السريعة في روسيا أن القيود على التنقل على الطريق بين موسكو ومدينة روستوف دون اون ما تزال قائمة.
ويعزز «نظام مكافحة الإرهاب» صلاحيات الأجهزة الأمنية، ويسمح لها بالحد من الحركة، كما يمكن بموجبه القيام بعمليات تفتيش مركبات في الشوارع والتحقق من الهوية ويسمح أيضاً بتعليق مؤقت لخدمات الاتصالات إذا لزم الأمر.
وكانت العاصمة قد طلبت من السكان ملازمة منازلهم ونشرت جنوداً استعداداً لوصول مقاتلي فاغنر، الذين بدا أنهم لم يواجهوا مقاومة تذكر من القوات المسلحة النظامية. (وكالات)